رحب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أمس بما وصفه "لهجة الوفاق" التي ترددت في اجتماعات "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض المنعقدة في أسمرا، فيما أعلن حزب الأمة، الذي يتزعمه السيد الصادق المهدي، ان كل أطراف "التجمع" وافقت على مبدأ الحوار مع الحكومة السودانية لايجاد حل ينهي الأزمة معها. قال الأمين العام لحزب الأمة الدكتور عمر نورالدائم في اتصال هاتفي أجرته معه "الحياة" أمس إن اجتماعات "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض المنعقدة في أسمرا تناقش حالياً برنامج حزبه للحوار مع الحكومة السودانية للتوصل إلى تسوية سلمية، وكيفية تطور هذه المسألة. وذكر ان البرنامج الذي عرضه المهدي يركز على توسيع "إعلان المبادئ" المنبثق عن اجتماعات "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد التي جمعت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. وأضاف: "ان تجربة الحوار والمفاوضات في الداخل لم تأت بنتيجة كما هو الحال في مفاوضات قرنق والخرطوم في إطار "إيغاد". واستناداً إلى هاتين التجربتين طورنا اعلان المبادئ ليشمل أطرافاً أخرى اقليمية ودولية على رأسها مصر وليبيا ودول "إيغاد" اثيوبيا واريتريا وكينيا وجيبوتي واوغندا، إلى جانب أصدقاء "إيغاد" وبعض الدول الأخرى التي يمكن أن تشارك بصفة مراقب مثل جنوب افريقيا ودولة الإمارات العربية". وقال نورالدائم: "يجب أولاً أن يحصل اعتراف من الحكومة بالتجمع. وفي المرحلة التالية تحصل اجتماعات تضم أحزاب التجمع من جهة والحكومة وأحزاب التوالي والموقعين على اتفاق الخرطوم للسلام جنوبيين". وأكد "ان اجتماعات أخرى ستعقد في مصر وليبيا لهيئة قيادة "التجمع" ومسؤولين في البلدين لاستكمال الصورة قبل عقد مؤتمر يقود إلى اتفاق سياسي في شأن كل القضايا الدستورية وقضية السلام وإنهاء الحرب وغير ذلك. ثم تأتي مرحلة الفترة الانتقالية التي تنتهي بانتخابات. لكن الأولوية هي للسلام وتنفيذ اجراءات لمعالجة آثار الحرب". وعما تردد عن وجود خلافات داخل أطراف "التجمع" في شأن الحوار مع الحكومة. أكد نورالدائم "ان كل أحزاب التجمع وافقت مبدئياً على اسلوب الحوار مع الحكومة لتسوية الأزمة سلماً معها. وهناك اجتهادات في هذا الاتجاه لكن الجميع موافق على الحوار". وفي الخرطوم، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم تأييده لإعلان اثنين من أبرز قادة المعارضة في الخارج للحل السلمي وانتهاج الحوار والوفاق. ونوه أمين المؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم الدكتور معتصم عبدالرحيم بتصريحات السيدين الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة، والسيد محمد عثمان الميرغني رئيس "التجمع" زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي، في افتتاح جلسات مؤتمر المعارضة في أسمرا. وتوقع عبدالرحيم انضمام الحزبين الكبيرين "الأمة" و"الاتحادي" إلى ما سماه "ركب الحل السلمي ومسيرته". لكنه أضاف "ان دعوتي المهدي والميرغني ربما لا تجد استجابة من العناصر اليسارية في التجمع". وقال: "لو صدر عن التجمع ترحيب بالحل السلمي، فإن هذا يدل على أن قيادة التجمع فرضت سيطرتها على الأصوات اليسارية التي لا تقبل الوفاق الوطني". وأضاف ان قضايا السودان تحتاج إلى تضافر كل الجهود، وان التلميح والتلويح بالحوار الذي بدر من كل الأطراف يشجع على تجاوز كل قضايا البلاد. وقال: "لم تصلنا بعد كل قرارات التجمع الأخيرة، ولكن نشيد بما ورد في خطابي المهدي والميرغني ونرحب بالوفاق المنتظر الذي نادى به المؤتمر الوطني منذ إعادة انتخاب مجلسه القيادي الأخير". على صعيد آخر، اعلن "المؤتمر الوطني" أنه فاز حتى الآن بأكثر من سبعين في المئة من الدوائر التي أعلنت نتائجها بالتزكية في إطار انتخابات المجالس في الولايات. يذكر ان هذه الانتخابات التي بدأت الشهر الماضي لم تحظ باهتمام كبير بسبب مقاطعة معظم الأحزاب السياسية المسجلة ضمن قانون التوالي السياسي.