واشنطن - رويترز - أجرت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اتصالات هاتفية مع مسؤولين عرب واجانب اطلعتهم خلالها على نتائج مفاوضات قمة كامب ديفيد طالبة المساعدة من اجل ان يتمكن الفلسطينيون والاسرائيليون من التوصل الى اتفاق، فيما رحبت واشنطن بعزم الجانبين معاودة مفاوضات السلام غداً، بعد اقل من اسبوع على انهيار قمة كامب ديفيد. وقال جو لوكهارت الناطق باسم البيت الابيض: "حققنا تقدماً في كامب ديفيد. ولا يزال أمامنا الكثير من العمل الشاق. وبصراحة فإنهم كلما استأنفوا المفاوضات سريعاً كلما كان ذلك افضل". وأعرب المفاوض الفلسطيني صائب عريقات والمفاوض الاسرائيلي جلعاد شير عن أملهما في التوصل الى اتفاق قريباً، على رغم فشل مفاوضات كامب ديفيد التي استمرت 15 يوماً. وقالت وزارة الخارجية الاميركية إن مساعد الوزيرة ادوارد ووكر سيزور المنطقة الاسبوع المقبل لاطلاع زعماء عرب على القمة وحثهم على تشجيع تسوية. وسيكون ووكر أول مبعوث اميركي يزور المنطقة منذ ان فشلت جهود الرئيس بيل كلينتون في التوصل الى اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين في كامب ديفيد. وقال كلينتون اول من امس ان هناك مجالاً "لحل وسط مشرف" بين الطرفين في شأن اكثر المسائل اثارة للخلاف وهى مستقبل القدس من دون ان يبدو أي من الطرفين وكأنه هزم على طاولة التفاوض. وواصلت اولبرايت جهودها للمساعدة على التوصل الى اتفاق حتى اثناء سفرها الى تايلاند لحضور مؤتمر لرابطة دول جنوب شرقي آسيا آسيان. وقال ريتشارد باوتشر الناطق باسمها لصحافيين يرافقونها على الطائرة في طريقها الى تايلاند: "الوزيرة تجري اتصالات هاتفية من طائرتها مع زعماء في الشرق الاوسط لاطلاعهم على عملية كامب ديفيد ومناقشة كيف يمكن ان يدعموا عملية السلام". واضاف "انها سترسل مساعدها نيد ووكر الى المنطقة اوائل الاسبوع المقبل لمواصلة هذه المناقشات". وسئل فيليب ريكر الناطق باسم الخارجية هل سيحث ووكر الزعماء العرب على الضغط على الرئيس ياسر عرفات، فأجاب ان كلينتون اوضح "انه لن يحصل أي من الجانبين على مئة في المئة من مطالبه وانه لا بد ان يكون هناك حل وسط". لكن الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط دينيس روس ليست لديه خطط فورية للذهاب الى المنطقة، كما ان وزارة الخارجية ليس لديها تأكيد بأن المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية ستستأنف على مستوى أدنى يوم الأحد. وقال مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون ان من المتوقع ان يجتمع المفاوض الاسرائيلي عوديد عيران مع المفاوض الفلسطيني صائب عريقات بهدف الابقاء على قنوات الاتصال مفتوحة، أساساً، وليس مواصلة المفاوضات الجوهرية في هذه المرحلة. وقال ريكر إن ووكر سيبدأ جولته في الشرق الاوسط في منتصف الاسبوع لكنه لم يذكر الدول التي سيزورها. وقال مسؤولون انهم يتوقعون ان تشمل الجولة ثلاث دول على الأقل هي مصر والاردن والسعودية. وحذر لوكهارت عرفات من اعلان دولة مستقلة من جانب واحد. وقال ان الزعيم الفلسطيني "يعرف تماماً ما هو الموقف الاميركي ويعرف اننا نعارض اي اجراءات احادية الجانب". وقال مسؤول اميركي بارز ان الزعماء الذين اتصلت بهم اولبرايت من طائرتها، خلال رحلتها الى تايلاند، هم الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ووزير الخارجية التونسي السيد الحبيب بن يحيى. ومن هاواي، حيث توقفت بعض الوقت، اتصلت الوزيرة الاميركية بوزير خارجية الفاتيكان كبير الاساقفة جان - لوي توران والامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. واضاف المسؤول ان اولبرايت اتصلت أيضاً بوزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ووزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر.