لشبونة، القدسالمحتلة - "الحياة"، أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن الرئيس الأميركي بيل كلينتون أمس في لشبونة بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك أنه سيرسل وزيرة خارجيته مادلين أولبرايت إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومع باراك "للعمل مع كل من الزعيمين على تضييق الفجوة التي ما زالت بينهما". وذكر ناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ان أولبرايت ستصل إلى المنطقة الاثنين المقبل وستجتمع مع باراك وعرفات كل على حدة "في محاولة لكسر الجمود" في المفاوضات المتصلة بالوضع النهائي للضفة الغربية وقطاع غزة. ولم يدل بالمزيد من التفاصيل. أما باراك فجاءت تصريحاته للصحافيين كلها في لشبونة قبل اجتماعه مع كلينتون، واتهم فيها الفلسطينيين بالتباطؤ، وقال: "في الأسابيع الأخيرة شاهدنا بعض التباطؤ في ما يتعلق بسير المفاوضات" التي استؤنفت أمس في مكان لم يعلن عنه في إسرائيل. وأضاف باراك: "نحن نحاول بدء تحرك كبير إلى الأمام". وأضاف: "من المهم للغاية في هذا المنعطف التحرك إلى الأمام بكل قوة للتوصل إلى اتفاق إطار". وعن فرص استئناف المفاوضات مع سورية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل ستترك الباب موارباً أمام استئناف هذه المفاوضات المجمدة منذ كانون الثاني يناير. وقال باراك للصحافيين: "لا تزال هناك فرصة ضئيلة على المسار السوري، ولن نغلقها". ونقلت وكالة "اسوشيتدبرس" عن كلينتون أنه وصف في حديث مع موظفي سفارة الولاياتالمتحدة في لشبونة التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين بأنه "عمل صعب"، قائلاً مع ذلك ان اتفاقاً بينهما بات الآن "ضمن مدى البصر". وقال كلينتون في حديثه بعد اجتماعه مع باراك إنه سيلتقي الرئيس الفلسطيني في واشنطن قريباً. وأضاف "الزعيمان عرفات وباراك كلاهما يعرفان مني ومن تجربتهما ان عليهما أن يكونا مستعدين الآن لبذل جهد مكثف وعمل أشياء لم يعملاها في الماضي - بشجاعة حقيقية وبصيرة - إذا كنا سنحقق بالفعل اتفاق إطار يتعامل مع القضايا العالقة". وأضاف ان الولاياتالمتحدة ستفعل كل ما تستطيع لمساعدة الجانبين على "اجتياز علامة الطريق هذه". وزاد مخاطباً موظفي السفارة الأميركية في العاصمة البرتغالية ان "هذا عمل صعب، ولو كان سهلاً لأنجزه أحد ما قبل مدة طويلة. ولكنه الاتفاق ضمن مدى البصر الآن، أن بوسعهما أن يتوصلا إليه، واعتقد أنه سيتوصلان إليه". وقال كلينتون، الذي اتصل هاتفياً بالرئيس الفلسطيني مساء الأربعاء، إن باراك أكد له مجدداً "التزامه العميق" بالتوصل إلى اتفاق كامل مع الفلسطينيين. وأضاف: "أعلم من مناقشاتي مع الرئيس عرفات أنه ملتزم أيضاً بهذا الأمر ويدرك ما تمليه هذه اللحظة من استعجال حقيقي للعودة إلى الجدول الزمني وإكمال العمل الذي يجب انجازه". ونسبت "اسوشييتدبرس" إلى مسؤول كبير في إدارة كلينتون استبعاد قمة ثلاثية تجمع كلينتون وعرفات وباراك في هذه المرحلة لاجراء مفاوضات على غرار مفاوضات كامب ديفيد. وقال المسؤول الأميركي: "يجب عمل المزيد لايجاد أساس لقمة من النوع الذي يفكر فيه الرئيس". وأضاف المسؤول ان أولبرايت لن تزور سورية خلال رحلتها المقبلة إلى المنطقة. وصرح الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي غادي بالتيانسكي بأن باراك وكلينتون ناقشا في اجتماعهما الذي استمر أربعين دقيقة، انسحاب إسرائيل من لبنان، ولكن التركيز كان على المسار الفلسطيني. وقال بالتيانسكي إن كلينتون قال لباراك إنه "كان شجاعاً جداً" بانسحابه من لبنان. إلى ذلك، بثت الاذاعة الإسرائيلية أمس ان عرفات رفض خريطة انسحاب عرضها المفاوضون الإسرائيليون على نظرائهم الفلسطينيين في محادثات ستوكهولم السرية. ونشرت صحيفة "معاريف" أمس، ان باراك يشعر بأن عرفات يتباطأ في المفاوضات على اتفاق إطار ليحصل على الانسحاب الثالث في الوقت نفسه، إضافة إلى القرى الثلاث القريبة من القدس، العيزرية وأبو ديس والسواحرة، "ليكون في وضع يعلن فيه دولة فلسطينية على أوسع رقعة ممكنة من الأرض ليجري بعدئذ مفاوضات بشأن الوضع النهائي".