رفض أمناء التسجيل الأوروبيين لعناوين ورموز المواقع والدول على شبكة الانترنت تسديد ما يتوجب عليهم من مستحقات لمؤسسة اميركية جديدة غير حكومية مهمتها تنسيق العناوين والرموز وصيانة الخوادم التي تستضيفها والاشراف عليها، وذلك بسبب شكوك حول كفاية المؤسسة الجديدة وعدم استشارة الشركات الأوروبية عند اطلاقها. وستكون هذه المشكلة التي تهدد، اذا تفاعلت، بتعميم الفوضى وتعدد المرجعيات في عالم الإنترنت والاتصالات الدولية، محور اجتماعات الهيئات الدولية المشرفة على الأنترنت المزمع عقده في مدينة يوكوهاما اليابانية اخر الأسبوع الحالي. ويوجد حالياً في أوروبا 30 شركة معنية بتسجيل اسماء المواقع ورموز الدول مثل FR. لفرنسا و.UR لبريطانيا و.bg لبلجيكا و.COM و.net وغيرها. ويتوجب على الشركات الأوروبية الآن دفع مبلغ مليون لكل منها ل"مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المختارة" ايكان. "Internet corporation for assigned names and numbers ICANN " التي انشئت في العام 1998 لتقديم الاستشارات لشركات الكومبيوتر والإنترنت على ان تخصص خوادم لمواقع الشبكة وتنظم آلية عملها ومنحها التراخيص القانونية اللازمة والتأكد من عدم تكرار عناوين المواقع او تضاربها. وقبل تأسيس "ايكان" كانت هذه المهمة مناطة بعدد من الشركات بناء لعقد مع الحكومة الأميركية وخاضعة لشروطها وتحت اشرافها. ومع توسع الإنترنت وتحولها الى شبكة عالمية وانتشار استخدامها في دول العالم كافة، لم يعد من الممكن لإدارة اميركية حكومية ان تتولى شؤون تنظيم الشبكة الدولية لوحدها. فتم الاتفاق على تأسيس هيئة مستقلة غير حكومية تمول برسوم تحصلها من شركات الإنترنت. وينظم امناء التسجيل الأوروبيين عمل نحو خمسة ملايين عنوان إنترنت ثلثيها لمواقع تنتهي برموز الدول وليس برموز عامة مثل COM و Org و Net. وتقول فاي هوارد مدير عام المجلس الأوروبي لتسجيل اسماء مواقع الإنترنت الذي يمثل امناء التسجيل الأوروبيين ان المجلس سيعارض بشدة دفع ضرائب على العناوين والرموز لشركة اميركية خاصة. موضحة ان المبالغ التي تطالب بها "ايكان" عبارة عن مصاريف تكبدتها بسبب الإجراءات القانونية التي استغرقتها المحاكمات التجارية لتستولي على مسؤوليات ومهام كانت مناطة بأجهزة وشركات نظمت عمل الشبكة الدولية مثل "نتورك سوليشنز" وغيرها. وأضافت هوارد ان الشركات الأوروبية لن تمول مؤسسة ليست مسؤولة عنها أو شاركت في تأسيسها. وتعبر هوارد عن قلق المجلس حيال مدى استقرار الخوادم التي تشغلها "ايكان" وكيفية صيانتها ونوع المعايير التي ستحددها لهذه الغاية. وأكدت ان المجلس لن يسدد اي مبلغ قبل ان يتأكد من ان صيانة خوادم "ايكان" ستكون متوافرة على مدار الساعة وبفاعلية كاملة. وختمت هوارد بالقول ان المجلس لم يلحظ اي تغيير في اداء الخوادم منذ استبدال "نتورك سوليشنز" ب"ايكان" مشددة على عدم جواز التلاعب بأمور حيوية مثل صيانة الخوادم وتنظيم عملها.