من المنتظر أن يبدأ في العام المقبل، تطبيق نظام جديد على شبكة الإنترنت يسمح بحرية أكبر كثيراً في اختيار أسماء النِطاق Domain names التي تُذيّل أسماء المواقع. وبذا، يصبح من الممكن أن يجرى اختيار اسماء النِطاق لشركة معينة مثلاً، من دون التقيّد بالعدد المحدود من الأسماء السائدة راهناً مثل «نت» net و «كوم» com و «إنفو» info و «غوف» gov وغيرها. وسيسمح للشركات الكبيرة والصغيرة بإنشاء الأسماء الخاصة بها، بحيث تشير بدقة كبيرة إلى إسم الشركة ونشاطاتها، ومن دون أن تضطر للجوء إلى استعمال الاختزالات السائدة راهناً. وكذلك يتوقع أن يخلّصها النظام المقبل من المضايقات التي يسببها الباحثون عن فرص جني الأموال، الذين بدأوا منذ سنوات طويلة في حجز مئات الألوف من الأسماء الشائعة على أمل أن تكون للأسماء التي حجزوها قيمة في المستقبل، عندما تضطر شركة أو مؤسسة ما، إلى دفع مبالغ كبيرة من أجل الحصول على الإسم الذي يروقها. وتطمح المؤسسة الأميركية الشهيرة «ذي انترنت كوربوريشن فور أسسايند نايمز أند نمبرز» The Internet Corporation for Assigned Names and Numbers وتكتب اختصاراً «أيكان» ICANN ، والتي تشرف على نظام أسماء النِطاق على شبكة الأنترنت ، الى أن يؤدي التغيير الجديد إلى استثمارات اكبر في شبكة الأنترنت. وترى أن الصيغة الراهنة من أسماء النِطاق حدّدت من توسّع الاستثمارات عليها، لأسباب تتضمن ضعف ثقة عدد كبير من الشركات الصغيرة، وحتى بعض الشركات العملاقة، بشبكة ال «ويب». وأشارت إلى أن أهمية الإسم وسهوله حفظه أو حفظ دلالته ، من الأمور الشديدة الأهمية لنجاح الموقع وانتشاره. كما أشارت دراسة أجرتها مؤسسة ICANN مع مؤسسة «فيوتشر لابراتوريز» « Futur Laboratory» (مختبر المستقبل)، وبيّنت أن 19 في المئة من العينة التي شملتها الدراسة (وهي ألف شخص) قالوا انهم سيتذكرون إسم النِطاق اذا استُخدمت كلمة «تويوتا» لتشير إلى صناعة السيارات اليابانية. وأوضحت الدراسة أن هذا الرقم كبير جداً اذا قورن ب 24 في المئة ممن شملهم التقرير نفسه، الذين ذكروا أنهم يتذكرون إسم النِطاق «.كوم» اذا كان موجوداً في عناوين مواقع الإنترنت. ولا تُخفي المؤسسة أن النظام الجديد، سيكون معرضاً للمشاكل نفسها التي يواجهها النظام الراهن. فلا توجد هناك مثلاً أي قوانين في الوقت الحالي تمنع البعض من أخذ أسماء مثل «نايكه» nike، على اسم تلك الشركة المتخصصة في ملابس الرياضة، ثم يبيع الإسم إلى الشركة نفسها. كذلك يخشى المهتمون بالإنترنت من استغلال النظام الجديد من طريق بعض المحتالين الذين قد ينشؤون مواقع وهمية تشبة النِطاقات فيها تلك التي تخص شركات كبيرة، من أجل الحصول على معلومات معينة من المتصفحين، أو لتوريطهم في عمليات بيع غير قانونية لمنتجات وهمية أو عمليات احتيال أخرى. ولا تملك مؤسسة «أيكان» سوى التأكيد أنها يجب أن تبتكر الكثير من الضوابط الاحترازية لمنع استغلال النظام الجديد، من دون أن تشير بالتحديد إلى نوعية هذه الضوابط. وفي المقابل، أكّدت تلك المؤسسة في بيان صحافي نشر على شبكة الإنترنت أن النظام الجديد يحظى بشعبية كبيرة من قبل الشركات الكبرى، وأيضاً من بلديات العواصم الأوروبية الكبرى. فقد حُجِزَت أسماء النِطاق المتعلقة بمدن مثل باريس .paris، لندن .london، برلين .berlin. ومن المعروف أن عمليات بيع عناوين معينة على الإنترنت ، كانت مثار جدل كبير لأعوام طويلة. فقد انتقد الكثيرون محاولات البعض جني مبالغ طائلة من طريق بيع أسماء شركات كبيرة، جرى حجزها ببضعة دولارات، إلى الشركات التي تخصها هذه الأسماء. ومن الطرائف أن بعض الأسماء ذات الوقع الخاص بيعت بملايين الدولارات. ويروج أن إسم النِطاق «سكس.كوم» sex.com بيع بمبلغ 14 مليون دولار، نظراً الى شعبية الإسم وسهولة حفظه!