اقترحت الهيئة المكلفة بتسلم إدارة انترنت أن يكون لدى أية شركة ترغب في إصدار عناوين على انترنت مئة ألف دولار على الأقل في مصرف من المصارف وأن تكون التزاماتها مضمونة بما يصل إلى نصف مليون دولار، وأن تقيم الدليل على امتلاكها بنى كومبيوترية فاعلة. ويذكر أن هذه الهيئة لا تسعى إلى الربح. وحتى الآن كانت "نتورك سوليوشنز انك" الناشطة من ولاية فيرجينيا والتي أصبحت ثرية جداً بفضل نشاطها، تحتكر، بمباركة من الحكومة الأميركية، اصدار عناوين انترنت أو ما يسمى ب "تسجيل المواقع أو الممالك". وتزامن الاعلان، على نحو غير متعمد، مع قيام "نتورك سوليوشنز" بتسعير أسهم جديدة طرحتها في السوق. وفي خلال الفترة التي زادت على عام واحد، والتي شهدت قيام إدارة الرئيس بيل كلينتون مع "هيئة انترنت لتوزيع الأسماء والأرقام" التي لا تسعى إلى الربح، بفتح رحاب انترنت أمام المنافسة، انشأت "نتورك سوليوشنز" شبكة دولية من الشركاء لإدارة تسجيل المواقع في العالم كله. وتم الاعلان عن الخطوط العامة الارشادية المقترحة، فيما أنهت "نتورك سوليوشنز" ما كان منتظراً أن يكون أكبر طرح ثانوي للأسهم من شركة ناشطة في عالم انترنت. وسعّرت "جي بي مورغن أند كو" السهم الواحد من الأسهم المطروحة التي بلغ عددها 58،4 مليون سهم، بمقدار افتتاحي يوم الثلثاء هو 170 دولاراً. وكان التسعير جرى بالفعل في اليوم السابق أي الاثنين، فيما جرى الطرح الثلثاء من طريق بورصة "ناسداك". ومن المتوقع ان يعود على الشركة الأم، التي تملك "نتورك سوليوشنز" من عملية الطرح نحو 780 مليون دولار. وهذه الشركة الأم هي "سيانس ابليكيشنز انترناشونال كورب" التي ستخفض حصتها من "نتورك سوليوشنز" إلى 45 في المئة من الأسهم. ومنذ عام 1993 احتكرت "نتورك سوليوشنز" التي تتخذ من بلدة هرندون في ولاية فرجينيا مقراً لها، حق اعطاء عناوين على انترنت في العالم كله، أي العناوين التي تنتهي ب .com و.net و.org، لقاء رسم هو 70 دولاراً عن عامين، مع نحو 50 دولاراً رسم التسجيل. ما أدى إلى نمو لا نظير له في النشاط، إذ ازداد الدخل الصافي في خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 1998 ثلاثة أضعاف إلى 5،7 مليون دولار. وعلى رغم ان عائدات 1998 لم يكشف عنها بعد يتكهن المحللون بأنها قد تبلغ 90 مليوناً، بينما كانت ستة ملايين ثم 18 مليون ثم 45 مليون دولار على التوالي في السنوات الثلاث الماضية. ونشرت الشركة التي لا تسعى إلى الربح، المعروفة بسام "آي كان" الاثنين الماضي أيضاً مجموعات متنافسة من القوانين المقترحة التي ستعمل بموجبها الهيئة الداعمة التي يجري تشكيلها حالياً لتساعد الشركة التي لا تسعى إلى الربح في اتخاذ القرارات الخاصة بموعد اضافة "مواقع ذات مستوى عالٍ" أي الأحرف الثلاثة التي تلي العناوين الخاصة بانترنت مثل الأحرف الحالية المألوفة والمرغوب فيها كثيرا .com، والقرارات الخاصة بكيفية القيام بهذه الإضافة. ونشرت الارشادات العامة والأنظمة والقوانين لكي يتسنى للمعنيين كافة التعليق عليها، على أن يوافق مجلس المديرين في "آي كان" على الصيغة النهائية المعتمدة رسمياً لهذه الأنظمة والقوانين، في اللقاء المقبل الذي سيعقده في سنغافورة من الثاني إلى الرابع من آذار مارس المقبل. وتهدف "آي كان" في البدء إلى جعل خمس شركات تنافس "نتورك سوليوشنز" بحلول نهاية نيسان ابريل المقبل. ومن المتوقع أن تدوم هذه التجربة نحو شهرين، تنوي بعدهما "آي كان" إفساح المجال أمام عدد لا يحصى أو غير محدد من الشركات في العالم كله للمشاركة في التسجيل تسجيل المواقع والعناوين. لكن يتعين على مجلس الإدارة أولاً أن يبت في عدد من المسائل بما فيها كيفية اختيار الشركات الخمس الأولى والمبلغ الذي يتعين على كل منها أن تدفعه لشركة "نتورك سوليوشنز" لقاء تشغيلها للسجل الرئيسي، أي لائحة العناوين في العالم كله التي توجه حركة انترنت معلومات انترنت إلى مختلف أنحاء الكوكب الأرضي. وفي الشهر الماضي قالت استر دايسون رئيسة مجلس إدارة "آي كان" الموقتة إن مجلس الإدارة سيجري يانصيباً دولياً، على الأرجح، وسيلة لاختيار الشركات الخمس الأولى الاختبارية. لكن المجلس يعيد النظر حالياً في هذا الخيار بسبب المعارضة الشديدة التي أعرب عنها عدد من الجهات بما فيها الاتحاد الأوروبي الذي يخشى من أن تسجيل المواقع لن يكون متوازناً من الوجهة الجغرافية. وقالت دايسون إن المجلس يرغب في ضمان تمثيل الشركات الخمس مختلف الاحجام ومناطق العالم الجغرافية. وتقول الارشادات العامة إن المعايير الأساسية في اختيار الشركات في المرحلة الاختبارية ستكون "طاقة الشركة الراغبة في المشاركة في المجالين الفني التقني والتجاري، وقدرتها على دعم التجربة واستعدادها لانفاق ما يلزم وللتعاون الوثيق مع الآخرين المعنيين كافة". وتتضمن المعايير أو الاعتبارات الثانوية "مدى ما ستروّج مشاركة الشركة التي سيقع عليها الاختيار للتنافس المبكر القوي وللتوفير الجغرافي الواسع لخدمات تسجيل المواقع والأسماء، ولاستيعاب نماذج وأنواع بديلة من النشاط الاقتصادي". وتنشر "آي كان" الارشادات العامة التي تقترحها في وثيقة مؤلفة من 30 صفحة نشرتها على موقعها في انترنت بعدما أغلقت البورصات الاثنين الماضي، وبالاضافة إلى المعايير الدنيا التقنية والعملية والمالية، تعالج المعايير أو المتطلبات أموراً مثل الحماية من الاحتيال والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية وأمن المعلومات والسرية الشخصية والمتطلبات التقنية الخاصة لحماية استتباب انترنت ونزاهتها التشغيلية. واقترحت "آي كان" أن تدفع الشركات الراغبة في المشاركة في المرحلة التجريبية رسماً يتزامن مع أو يرافق تقديم الطلب مقداره 2500 دولار يخفض إلى ألف دولار عندما يفتح باب التنافس لاحقاً أمام عدد غير محدد من المتنافسين، عندها سيطلب من الشركات الراغبة في دخول حلبة التنافس، دفع رسم قبول إضافي يراوح بين ثلاثة وستة آلاف دولار، ودفع دولار واحد في العام لشركة "آي كان" عن كل موقع يُسجل. والمعلوم أن "نتورك سوليوشنز" سجلت نحو 9،1 مليون موقع مسمى جديد في خلال العام الماضي. ومن المحتمل أن تثير المتطلبات أو الشروط أو المعايير المالية احتجاجات من جماعات انترنت الأصغر التي تخشى من أن مصالح شركة "آي كان" الكبيرة تملي هذه الشروط وتحركها. لكن دايسون تقول إن مجلس الشركة الإداري يحاول "تسهيل التسجل في انترنت". وتضيف: "ندرك ان تغيير نظام تسجيل أسماء المواقع سيثير خلافات وجدالاً، لكن المطلوب هو جعل التغيير منصفاً ونتيجته منصفة... وطالما يعرف الجميع الأنظمة والقوانين، وطالما في وسع الجميع التنافس بالشروط عينها، نكون قد حققنا الانصاف. وفيما ينظر المجلس الأولي في التعليقات التي سيدلي بها المهتمون كافة على الارشادات العامة، سنبذل قصارى جهودنا مع أسرة العاملين في عالم انترنت، في سبيل تطوير ارشادات وخطوط عمل عامة يعتبرها الجميع معقولة وسليمة وشفافة". وينوي كريس بورا، رئيس شركة "اول دومينز. كوم" النشاطة من بلدة بليزانت هيل في كاليفورنيا، تقديم طلب لتكون شركته من ضمن الشركات الاختبارية الناشطة في تسجيل المواقع. ويقول إن الارشادات والمتطلبات المالية تبدو معقولة ويمكن تلبيتها.