رداً على إعلان القيادة العسكرية الروسية "نهاية الحرب"، صعّد الشيشانيون عملياتهم، وأكدوا أنهم شنوا هجوماً أسفر عن اعطاب أربع آليات وقتل عشرات من الجنود الروس، فيما أعلن وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان قواته تواجه "مجموعة ضخمة من العرب" قرب بلدة سيرجين يورت. وذكر الوزير ان المعركة التي بدأت الاثنين ولم تعلن عنها موسكو إلا الأربعاء "تقترب من نهايتها". وأضاف ان القوات الروسية تحاول الآن القضاء على "مجموعة ضخمة من العرب" تضم 150-200 عنصر بينهم "أسماء معروفة". ولاحظ المراقبون ان الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ذكر الأربعاء ان المعركة أسفرت عن مصرع 80 مقاتلاً من أصل 200، وليس واضحاً كيف ان عدد المسلحين ظل من دون تغيير بعد مصرع عشرات منهم. ولم يقدم أي مسؤول روسي أدلة على مشاركة عرب، وإن كان نائب وزير الداخلية الجنرال لابونتس قال إن اثنين منهم وقعا في الأسر. وأغارت طائرات روسية على المثلث المحيط بسيرجين يورت وطوقت الوحدات الخاصة المنطقة ومنعت مرور أي شخص باستثناء المقيمين فيها. على صعيد آخر، نقلت وكالتا "رويترز" والصحافة الفرنسية عن مصادر شيشانية ان طابوراً عسكرياً روسياً وقع في مكمن وجرت معركة أدت إلى تدمير أربع مدرعات وجرح أو قتل 52 جندياً وضابطاً قرب بلدة ياريش ماردي. وعندما سئل الوزير سيرغييف عن صحة هذا النبأ، قال إنه "لا يملك معلومات". ويشير المراقبون إلى أن موسكو كانت في حالات مماثلة سابقة تلتزم الصمت ثم تعلن عن الخسائر ب"التقسيط". وثمة مؤشرات إلى أن الشيشانيين قرروا تصعيد عملياتهم رداً على ما أعلنه القائد العام لقوات القوقاز غينادي تروشيف عن "انتهاء الحرب" و"تشرذم" المقاتلين. واضطرت "ايتار تاس"، وهي وكالة حكومية رسمية، إلى الإقرار بأن القوات الروسية تمارس الابتزاز. وذكرت أن موظفي هيئات الاغاثة الدولية يواجهون "مشاكل جدية"، وقرر عدد منها وقف نشاطه بعدما منع العسكر الروس مرور شاحنات تحمل غذاء للأطفال. ونقلت الوكالة عن آدم سوساروف الناطق باسم "حركة مكافحة الجوع" الفرنسية، ان الجنود يطالبون برشوة وإذا لم يحصلوا عليها يرفضون السماح للسيارات بالمرور بحجة "تفتيشها".