قتل في غروزني مسؤول روسي كبير وجرح محافظ العاصمة الشيشانية ولقيت مساعدته مصرعها في انفجار لغم موجه باللاسلكي، وقتل ستة جنود وأصيب سبعة بجروح بانفجار آخر في مدينة فولغوغراد. واشار مراقبون الى ان الحادثين موجهان ضد احتمالات بدء مفاوضات شيشانية - روسية لإنهاء القتال. وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الفور بمصرع سيرغي زفيريف نائب الممثل العام للحكومة الروسية في الشيشان وكان يترأس عملياً الهياكل الفيديرالية في المنطقة في غياب نيكولاي كوشمان نائب رئيس الوزراء الروسي الذي يقود البعثة الفيديرالية وقطع زيارته الى موسكو وعاد الى غروزني. ووقع الحادث الساعة السابعة صباح الاربعاء، عندما انفجر لغمان تحت سيارة كان يستقلها زفيريف ومعه محافظ غروزني سفيان موخاتشيف الذي أصيب بجرح في رأسه، فيما قتلت مساعدته نور سيدا خابسويف. وذكر الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان المستهدف الفعلي في الحادث هو المحافظ موخاتشيف الذي كان المقاتلون الشيشانيون اعتبروه "خائناً". وأوضح ان المحافظ وزفيريف كانا متوجهين من غروزني الى اوروس مارتان لعقد لقاء مهم، وذكر ان تحقيقاً يجري لمعرفة كيفية تسرب انباء عن الطريق الذي يسلكانه. وتزامن هذا الحادث مع عملية اخرى خارج الجمهورية الشيشانية، في مدينة فولغوغراد ستالينغراد سابقاً قرب الحامية العسكرية الجنوبية للقوات الروسية. وانفجر لغم مربوط بجذع شجرة عند مرور فصيل من الجنود، وذكرت وكالة "ايتار تاس" الرسمية ان ستة جنود قتلوا وجرح سبعة، الا انها اشارت لاحقاً الى ان جندياً واحداً قتل وان خمسة من رفاقه في حال خطرة، فيما اصيب عشرة آخرون بجروح. ويخشى المراقبون ان يكون الحادثان وقتا لإجهاض آمال بإطلاق مفاوضات لوقف القتال بعدما قدم نائب الرئيس الشيشاني فاخا ارسانوف مقترحات مهمة بينها التخلي عن مطلب استقلال الجمهورية واستقالة الرئيس اصلان مسخادوف. ولوحظ ان ياسترجيمبسكي الذي اعتبر الاقتراحات "خطوة على الطريق الصحيح" عاد امس فقال ان موسكو "لا تثق" بقيادات المقاتلين التي ذكر انها تقدم مبادرات إما عشية "مناسبات دولية مهمة" أو عندما تكون قواتها في وضع حرج. وفي ما يتعلق بالشق الأول من الواضح انه يعني زيارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون وتوقع مراقبون ان يكون الملف الشيشاني من محاورها الرئيسية. ومن جهة اخرى، اشار الناطق الرسمي الروسي الى ان مصرع زفيريف جاء "في اعقاب الدعوة الى مباحثات سلام"، واعتبر ذلك دليلاً على ان الطرف الآخر يستخدم اسلوب "المخادعة وتضليل الرأي العام". وأعلنت القيادة العسكرية الفيديرالية انها واصلت عمليات واسعة في الجنوب وذكر ان 400 مقاتل حوصروا في منطقتي توجاي يورت وفيدينو. وقال الجنرال غينادي تردشيف الذي عين امس قائداً عاماً لقوات القوقاز ان 54 مسلحاً شيشانياً قتلوا ودمرت قواعد ومستودعات للذخيرة في اطار عملية بدأت أول من امس. ومن جهة اخرى تسعى موسكو الى تطويق الآثار السلبية لقرار اتخذته مديرية الجمارك بمصادرة 100 نسخة من تقرير اعدته منظمة العفو الدولية "امنستي انترناشينال" لتوزيعه في مؤتمر يعقد في مدينة فلاديقوقاز عاصمة اوسيتيا الشمالية. وذكرت "امنستي" ان مصادرة التقرير بحجة انه "دعاية ضد الحكومة الروسية" يوحي بأن السلطات الجديدة في روسيا "تقتبس" من التجربة السوفياتية في حجب الرأي الآخر. وأصدرت مصلحة الجمارك بياناً اعربت فيه عن استعدادها للافراج عن النسخ المصادرة في حال ابراز وثائق تثبت انها ليست مخصصة للبيع أو لأغراض تجارية.