أخفقت اللقاءات التي أجرتها وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مع الزعماء الفلسطينيين والاسرائىليين في تغيير الموقف الفلسطيني من عقد القمة الثلاثية التي تطالب بها اسرائيل. وعلمت "الحياة" ان الرئيس ياسر عرفات رفض طلباً اميركياً بعقدها منتصف الشهر المقبل. لكن الباب لم يغلق تماماً أمام امكان عقد هذه القمة، إذ اعلنت اولبرايت ان القرار النهائي سيتخذه الرئيس بيل كلينتون بعد ان ترفع اليه تقريرها عن وضع المفاوضات. في حين تمسك الجانب الفلسطيني باحراز تقدم ملموس في المفاوضات قبل عقد القمة، واكتفى باقتراح استئناف المحادثات مع اسرائيل في واشنطن في الرابع من تموز يوليو المقبل بعد الاحتفالات الاميركية بعيد الاستقلال. وهو ما رفضه رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك، معتبراً أنه لا يمكنه اجراء "مفاوضات جوهرية" ما لم ينظم الرئيس الاميركي قمة على مستوى القادة. واختتمت اولبرايت زيارتها للمنطقة باجتماع عقدته مساء امس مع باراك سبقه لقاء مع عرفات، ولقاء آخر مع نظيرها الاسرائيلي ديفيد ليفي. وكانت التقت باراك مساء الثلثاء. ولخصت اولبرايت نتائج زيارتها بالقول: "من الضروري أن يشعر الجانبان بارتياح ازاء المضي قدماً في عملية السلام لكن الرئيس الاميركي هو الذي يتخذ قرار عقد القمة ومكانها وموعدها". ورفض باراك خلال مؤتمر صحافي مع اولبرايت، اقتراح عرفات استئناف المفاوضات في واشنطن، معتبرا ان "المفاوضات الجوهرية ستبدأ فقط عندما تعقد قمة". وفي الوقت نفسه ترك الكرة في الملعب الاميركي، معلناً أن الرئيس الأميركي "وحده يمكن ان يقرر توجيه الدعوة إلى هذه القمة ومتى". وكان باراك أبدى مزيداً من التشدد تجاه المفاوضات عندما حدد الخطوط الحمر لأي تسوية دائمة مع الفلسطينيين قد يتم التداول بها خلال القمة المحتملة، قائلاً للإذاعة الاسرائيلية: "لن نعود في أي حال من الاحوال الى حدود حزيران يونيو عام 1967، والقدس ستبقى موحدة، ولن يكون هناك جيش غريب غرب نهر الاردن، وستبقى الغالبية المطلقة من المستوطنين تحت سيادتنا في مجمعات استيطانية". ونفى انباء عن احتمال حصول انسحاب اسرائيلي من 85 أو 92 في المئة من الضفة الغربية، قائلاً: "كل ما يقال تكهنات، انا لم أعد ب92 في المئة ولم اتنازل عن وادي الاردن". وعلى الجانب الفلسطيني، أكد عرفات عقب اللقاء عن تمسكه بتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، رافضاً لاءات رئيس الحكومة الاسرائيلية الأربع. وتساءل عرفات الذي بدا عليه الغضب الشديد من تجديد باراك رفضه الانسحاب الى حدود ما قبل حرب العام 1967 حتى بوجود أولبرايت في المنطقة: "لماذا طبقت اسرائيل القرار الرقم 242 مع مصر والاردن والقرار 425 بحذافيره في لبنان وكذلك اتفق على اعادة الارض مع سورية وازالة المستوطنات كما حدث في سيناء؟". وقالت مصادر فلسطينية إن الحديث مع اولبرايت تناول فرصة أخرى توفرها مفاوضات على مستوى أقل من القمة بين رئيسي الوفدين لمفاوضات الوضع النهائي احمد قريع وشلومو بن عامي تجري في واشنطن في محاولة "لتضييق الهوة" التي تزداد عمقاً على ما يبدو مع مرور الأيام، مشيرة الى ان هذه المفاوضات ستستأنف بعد الرابع من الشهر المقبل. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات: "بعد ذلك نأمل في ان يكون كلينتون قادراً" على القول ان الهوة بين الطرفين تقلصت "لنتمكن من عقد القمة". وأكد وزير التعاون الدولي في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث أن الفلسطينيين يشترطون تنفيذ استحقاقات اتفاقات المرحلة الانتقالية مثل اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي واطلاق المعتقلين. وأوضح ان التركيز الآن هو على المفاوضات وما ستؤول اليه قبل القمة، مشيراً إلى أن كلينتون "لن يدعو الى عقد قمة إلا بعد أن يتأكد من ان فرص نجاحها عالية جداً".