اشارة الى المقال المنشور في عددكم الرقم 13577 تاريخ 14-5-2000 في الصفحة 19 للأستاذ صالح بكر الطيار تحت عنوان "أزمة المياه العذبة في العالم العربي في ظل غياب استراتيجية مائية". فالطرح خرج عن مساره وتحول الى تقدير لإسرائيل وبعد نظرها وذلك بغير وجه حق في وقت نحن في غنى عن المزيد من الاحباط المعنوي والتضخيم غير المدروس لبعد نظر العدو. وسندي هو الآتي: ما جاء في مطالبة الحركة الصهيونية بأن الحدود السياسية للدولة العبرية وفق الحدود المائية ليست دقيقة. فمن الصواب القول انه عبر تاريخ البشرية لم تنشأ اسس لدولة جديدة إلا وهي تستند الى موانع جغرافية بينها وبين جيرانها من نهر أو جبل أو صحراء، وفي القديم كانت احياناً أسوار القلعة. والمتأمل في خريطة فلسطين يجد ان اتخاذ الأنهار كحدود فكرة منطقية، أما ما حدث من توافق لاحق بين الظروف المائية والحدود فلا يمكن اسناده الى نظرة العدو الاستراتيجية التي تنبهت الى أزمة المياه التي لم تكن في حسبان أصحاب اليال المفرط. فهي أصلاً برزت بسببب التضخم السكاني، وسوء استغلال المياه الجوفية، ومشاريع استصلاح الأراضي وانخفاض معدل الأمطار وارتفاع درجات الحرارة. كما أورد الكاتب اشارة الى أن حرب 1967 شنّتها اسرائيل بدافع تعطيل مشروع عربي لتحويل مجرى مياه نهر الأردن تم بقرار قمة عربية عقدت عام 1964. والغريب الربط على رغم وجود مدة ثلاث سنوات لم تتعد الحكومات العربية فيها مرحلة القرارات الورقية الى الأفعال التنفيذية. ومن هنا فإن الربط غير صحيح. كل ما في الأمر أننا نفرط في تقدير العدو وأكرر تقديري لفكرة المقال وأوكد أن علينا ان نتجاوز عقدة عبقرية اسرائيل. حسام مطلق.