صوفيا - رويترز - ثار الديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين على الزعيم اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو وأصدر أوامره الى جهاز الاستخبارات لاغتياله. وجاء في سجلات عن الحرب الباردة كشف عنها مركز ودرو ويلسون الدولي في الولاياتالمتحدة ان الخطة لم تنفذ بسبب وفاة ستالين في 1953 وعاش تيتو حتى 1980. جاء هذا في نشرة عن جواسيس كبار سابقين من الولاياتالمتحدة وفرنسا والمانيا وروسيا، وزعت في العاصمة البلغارية. وفي وثيقة على أقصى درجة من السرية لوزارة أمن الدولة السوفياتية أرسلت الى ستالين شخصياً خطة تتضمن ثلاثة خيارات لاغتيال تيتو. تكلف الخطة عميلاً سرياً سوفياتياً يعرف باسم ماكس، أصبح في وقت لاحق مؤرخاً وعضواً بالمراسلة في أكاديمية العلوم السوفياتية. كان ماكس مبعوثاً ديبلوماسياً خاصاً لكوستاريكا في ايطاليا ويوغوسلافيا. الخيار الأول ان يلتقي ماكس تيتو في مقابلة خاصة يطلق أثناءها جهاز سري في ملابسه جرعة من بكتيريا الطاعون الرئوي لا تقتل تيتو وحده، بل تقضي على كل الحاضرين ايضاً، من دون ان يعرف ماكس المادة التي يحملها، ويتم تطعيمه مقدماً ضد الطاعون. الخيار الثاني ان يستغل ماكس اتصالاته الشخصية ويطلق النار على تيتو خلال حفلة في سفارة يوغوسلافيا في لندن. الخيار الثالث ان يطلق ماكس النار على تيتو في مناسبة رسمية في بلغراد. ولتجنب تورط الحكومة السوفياتية، اذا فشلت مؤامرة الاغتيال، أرسل ماكس خطاباً يودع فيه زوجته. ويذكر ان يوغوسلافيا كانت موضع منافسة قوية بين الشرق والغرب بعد انشقاق بلغراد عن موسكو في 1948. وجاء في النشرة ان استراتيجية الولاياتالمتحدة وقتئذ كانت إحداث انقسام في المعسكر الشيوعي للحيلولة دون التوسع السوفياتي ثم تفككه. وشكل انشقاق تيتو عن الاتحاد السوفياتي سابقة في أوروبا الشرقية. كان الخلاف يدور حول تشكيل اتحاد البلقان بتكامل يوغوسلافيا وبلغاريا وطموحات بلغراد تجاه البانيا. أرادت يوغوسلافيا اخضاع بلغاريا لسلطتها، وإضافتها الى أقاليمها الستة الأخرى، فيما أصرت صوفيا بتأييد من ستالين، على إقامة اتحاد فيديرالي ثنائي. ووضعت الخطة على الرف بسبب هذه الخلافات. وأثار غضب ستالين ارسال تيتو قوات الى البانيا لقطع الطريق على موسكو وتقوية موقف يوغوسلافيا في تيرانا. وبعد وفاة ستالين تحسنت العلاقات نسبياً بين موسكو وبلغراد، لفترة قصيرة، ثم عادت الى التوتر بعدما غزا الاتحاد السوفياتي المجر في تشرين الثاني نوفمبر 1956. وجرت اتصالات مكثفة بين تيتو والزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف تداولا خلالها مصير الرئيس المجري الاصلاحي ايمري ناغي الذي فر الى السفارة اليوغوسلافية في بودابست. واخفقت محاولات تيتو تأمين حرية ناغي. وبعد ذلك وافق يانوس كادار رئيس المجر الجديد الذي نصبته موسكو على تأمين حرية ناغي، ولكن اعتقلته قوات سوفياتية بعد خروجه من السفارة اليوغوسلافية، وأعدم في بودابست في 1958. ويناقش جزء آخر من النشرة انتهاء الحرب الباردة. ويرى أحد كتابها ان بداية نهاية الحرب الباردة كانت في اجتماع اميركي - روسي في موسكو عشية عيد الميلاد في 1989، دعت خلاله الولاياتالمتحدة الاتحاد السوفياتي الى ارسال قوة سلام الى رومانيا التي كانت تجيش بثورة عارمة. ورفضت موسكو. وفي اليوم التالي تم إعدام الرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته ايلينا. وجاء في النشرة: "يبدو ان هذا كان أول طلب اميركي من موسكو لزيادة نشاطها العسكري في أوروبا الشرقية منذ 1945. وكان هذا يعكس محيطاً من التغيير بالمقارنة مع المخاوف التي كانت تثيرها الحرب الباردة".