كان من السهل خلال الحرب الباردة النظر الى ازمات افريقيا ومشاكلها في إطار التحالفات الافريقية المنقسمة بين دول موالية للمعسكر الشرقي وأخرى موالية للمعسكر الغربي، الى جانب إطار أصغر يضم الفرانكوفونيين الافارقة وخصومهم الانغلوساكسونيين في القارة. لكن اسباب النزاعات الحالية داخل الحدود وخارجها التي رسمتها القوى المُستعمِرة سابقاً، تبدو مختلفة تماماً عن الاسباب التي افرزتها الحرب الباردة. ملايين من الافارقة لاجئون خارج حدود دولهم او نازحون من منازلهم داخل بلدانهم. والاف يموتون في الحروب بسبب الجشع والتهافت على السلطة، والخلافات الاثنية، الى جانب النقيض المخيف المتمثل في هجرة الادمغة من جهة وتفشي الامية من جهة اخرى. ويظهر ان الانتخابات الديموقراطية لا تترك تأثيرات كبيرة في التغيير من التركيبة المجتمعية، فاجراءات التسجيل للاقتراع او تعداد الاصوات في صناديق الاقتراع غالباً ما تكون مخزية وموضع شكوك. ففي ليبيريا تحول احد امراء الحرب تشارلز تايلور الى رئيس منتخب ديموقراطياً، لكنه ما يزال اسير هواجس ارتيابه باحتمال حصول انقلاب يطيحه، وهو يحكم البلاد ويتخذ اجراءات استناداً الى هواجسه. كما يطمع بالماس الموجود قرب حدود بلاده في جنوب سيراليون حيث كان يدعم قائد المتمردين فودي سنكوح الذي صار اليوم في السلطة. وهنا ابرز النزاعات بين الدول الافريقية وابرز الحروب الاهلية فيها. - اثيوبيا - اريتريا : تخوضان حرباً على جزء من الحدود المشتركة بينهما تعرف ب"مثلث بادمي" منذ ايار مايو 1998، وتوسعت الحرب لاحقاً لتشمل مساحات شاسعة من بقية الحدود. وذهب ضحية هذه الحرب مئات آلاف من القتلى والمشردين. - الصومال: يشهد حرباً اهلية منذ 1991 عندما اطيح نظام الرئيس سياد بري حكم 21 عاماً، وما تزال هذه الحرب مستمرة، وقتل خلالها اكثر من 300 الف شخص. - السودان : يشهد حرباً اهلية منذ العام 1985 بين القوات الحكومية وقوات "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الجنوبية التي انضم اليها اخيراً قوات من المعارضة الشمالية تحت لواء "التجمع الوطني الديموقراطي". وتقدر منظمات الاغاثة الدولية عدد ضحايا الحرب باكثر من مليون قتيل. - الكونغو برازافيل: تجددت الحرب الاهلية اخيراً بين رجال الكوبرا الموالين للجنرال دينيس ساسو نغيسو، الذي استولى على السلطة في حزيران يونيو 1997، وبين خصومه ميليشيات النينجا الموالين للرئيس السابق باسكال ليسوبا. وتسببت الحرب بسقوط آلاف من القتلى وبتشريد عدد كبير من السكان. - الكونغو الديموقراطية: تشهد حرباً اهلية منذ العام 1998، وتورط فيها بعد اشهر من إطاحة نظام موبوتو سيسي سيكو في العام 1997 كل من رواندا وبورونديواوغندا وجمهورية افريقيا الوسطى وزيمبابوي وناميبيا وانغولا. الحرب ما زالت مستمرة، وان خف تورط بعض الدول المجاورة فيها. - بوروندي: برز الشعور بالعداء مجدداً بين قبائل الهوتو والتوتسي في بوروندي، ما أدى الى تجدد القتال بينهما. سقط نحو 150 الف قتيل في الحرب بين قوات التوتسي، التي ينتمي اليها رئيس البلاد بيير بويويا، وبين الهوتومنذ 1993. - انغولا: حكومة خوسيه إدواردو دوسانتوس تواصل القتال منذ اكثر من عشرين عاماً ضد قوات حركة "يونيتا" بقيادة جوناس سافيمبي الذي يسيطر على معظم شرق البلاد الغني بالماس. - اوغندا: تقود قوات "جيش الرب للمقاومة" بزعامة جوزف اوكوني ومنظمات اوغندية اخرى معارضة، حرباً ضد القوات الحكومية في شمال البلاد منذ اكثر من 12 سنة. - نيجيريا: تشهد بعض من ولاياتها منذ نحو شهرين صدامات طائفية بين المسيحيين والمسلمين الذين قرروا تطبيق الشريعة في ولاياتهم. الصدامات مستمرة في شكل متقطع، وذهب ضحيتها آلاف من الجانبين. - نيجيريا والكاميرون: تتنازعان منذ نيلهما الاستقلال السيادة على شبه جزيرة باكاسي، وهي ارض مليئة بالمستنقعات مساحتها الف كيلومتر مربع في خليج غينيا، يعتقد انها غنية بالاسماك والثروة النفطية.