} انضم الرئيس الإيراني السابق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني، إلى قافلة مؤيدي الاجراءات الأخيرة التي طاولت ما يوصف ب"الاصلاحات الأميركية"، وأدت إلى تعطيل موقت لنحو ست عشرة مطبوعة اصلاحية، بينما ارتفعت أصوات المحافظين لمحاكمة عطاء الله مهاجراني وزير الثقافة والارشاد. وجدد رفسنجاني دعمه المرشد آية الله علي خامنئي في مواقفه من الصحف الاصلاحية، وقال إن "تلك المواقف تعبر عن الاحساس بالخطر، وعن تحول بعض الصحافة إلى قواعد للأعداء، أو اختراقها عبر بعض الشخصيات، أو تنفيذ مهمات تصب في أهداف الاستكبار"، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. شدد رفسنجاني في خطبة صلاة الجمعة أمس على حفظ "إسلامية الثورة" وليس حفظ الثورة فقط، وفَتَح باب التوقعات على مصراعيه في شأن اجراءات جديدة، عندما شبّه وضع إيران الآن بوضعها "خلال السنتين الأولى والثانية بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979". ووصف ما أقدم عليه خامنئي الآن حيال بعض الصحف بما فعله الخميني. وتابع رفسنجاني ان "الاستكبار حاول منذ اليوم الأول لانتصار الثورة سلب محتواها الإسلامي، فيما كان الليبراليون في الداخل يعارضون الحكومة الإسلامية". وحَمَل على وسائل الاعلام الأجنبية وأدواتها في الداخل بسبب حملاتها على "الحرس الثوري وقوات المتطوعين البسيج ومحكمة الثورة، والمؤسسات الثورية". وزاد ان "الأعداء وأياديهم في الداخل يعملون لتضليل الشباب الجامعي ودفعه إلى ساحة المواجهة. اليوم توضع الحرية في مواجهة الدين على رغم ان أحد أبرز مرتكزات الثورة هو طلب الحرية والدفاع عن حضور الشعب في كل المجالات". ولوح رفسنجاني باستخدام "الحرس الثوري" و"ميليشيا المتطوعين"، قائلاً إن "هذه الأجهزة أقوى بكثير مما كانت عليه أوائل الثورة"، وباتت "شجرة مقتدرة متجذرة في الأرض، تضم مئات الآلاف من الحرس وملايين الناس من المتطوعين المقتدرين". وحرص على تأكيد ان هذا التهديد موجه إلى أميركا وفق "الاستراتيجية الحسينية"، في إشارة إلى القتال حتى الموت. ودعا واشنطن إلى "ادراك ان قوة إيران مختلفة تماماً عما كانت عليه أوائل الثورة، عندما ارسلت طائراتها الحربية لمهاجمة إيران والعودة بالرهائن الأميركيين" الذين كانوا محتجزين في سفارة الولاياتالمتحدة في طهران. ونبه رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام إلى ان بعض القوى التي كان لها دور في الثورة "يظهرون اليوم عقد اخوة مع نيات الأجانب وما يردده راديو إسرائيل، وراديو بي. بي. سي ضد الثورة". وشدد على "اتحاد القوى الثورية في وجه الهجمة الأجنبية". وكان رفسنجاني يستهدف مباشرة بعض أنصار الرئيس محمد خاتمي، محذراً من إثارة الشبهات حول جدوى النظام الإسلامي. في الوقت ذاته، حرص القريبون إلى الرئيس خاتمي على دفع الاتهامات الموجهة إلى الاصلاحيين، وقال مجيد أنصاري رئيس الكتلة النيابية الاصلاحية في البرلمان الحالي، إن "الاصلاحات لا تعني الندم أو التراجع عن المبادئ والاصول والقيم التي قامت عليها الثورة".