مع بدء حملات المرشحين للانتخابات البرلمانية في ايران المقررة في 18 الشهر الجاري غطت الملصقات الشوارع والساحات العامة في طهران فيما طغت القوائم الانتخابية على الصفحات الاولى للصحف الاصلاحية والمحافظة. والتزمت الصحف الحكومية الحياد لأن القانون يحظر الاستفادة الانتخابية من امكانات المؤسسات والشركات الحكومية وتلك التابعة للبلديات. واعطى استطلاع للرأي 55 في المئة من الاصوات لليمين المحافظ في مقابل 45 في المئة لليسار الاصلاحي في طهران، واعدت الاستطلاع دوائر قريبة الى المحافظين، وهو على نقيض استطلاع اعدته دوائر التيار الاصلاحي اعطى 80 في المئة لليسار و20 في المئة لليمين. ويتوقع ان يكون الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني اول الفائزين تليه ابنته فائزة، وبعدها محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس محمد خاتمي، ثم هادي خامنئي شقيق مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، ثم محمد رضا باهز الناطق باسم الائتلاف المحافظ، يليه مهدي كروبي الامين العام ل"رابطة العلماء المناضلين" يسار اصلاحي ثم محمد جواد لاريجاني احدى الشخصيات المحافظة، ومحسن رضائي القائد السابق ل"الحرس الثوري". لكن الاستطلاعات تستلزم الحذر نظراً الى طبيعة تشعبات المعركة الانتخابية، والثابت هو وجود قوائم عدة للتيار الاصلاحي تشترك او تختلف في كثيرين من المرشحين، تقابلها قوائم موحدة تقريباً قدّمها اليمين المحافظ ويرأسها هاشمي رفسنجاني الذي ادرج اسمه ايضاً في خمس قوائم اصلاحية، ابرزها قائمة حزب "كوادر البناء". وفيما يعتبر الخلاف على رفسنجاني ابرز الخلافات داخل التيار الاصلاحي غيّب اسمه عن قائمة حزب "جبهة المشاركة" القريب الى الرئيس خاتمي، وقائمة "رابطة العلماء المناضلين" يسار اصلاحي ينتمي اليه خاتمي. وغيّبت ابرز شخصيتين في "جبهة المشاركة" و"رابطة العلماء" عن قائمة حزب "الكوادر"، وهما محمد رضا خاتمي ومهدي كروبي، فيما ادرج الحزب عدداً قليلاً من مرشحي التيار المحافظ، خصوصاً حسن روحاني نائب رئيس البرلمان. وادرجت "رابطة العلماء المناضلين" الاصلاحية احدى الشخصيات المحافظة، محسن رضائي الذي كان اعلن دعمه خاتمي. وكان لافتاً الحضور النسائي في القوائم الانتخابية في طهران، لكن نسبته كانت متفاوتة ايضاً، ففي قائمة "جبهة المشاركة" سبع مرشحات، فيما العدد ست نساء في قائمة "كوادر البناء"، واربع في قائمة "رابطة العلماء المناضلين"، وكل هذه التيارات والاحزاب اصلاحية. اما قائمة المحافظين فضمت ثلاث مرشحات. وفيما تزداد التحذيرات من دخول اميكي وغربي على خط الانتخابات دعا قائد "الحرس الثوري" اللواء رحيم صفوي الشعب الايراني الى الاقبال بكثافة على صناديق الاقتراع، معتبراً ان ذلك سيظهر "الوحدة الوطنية امام العالم"، ورأى ان "الوحدة والانسجام هما سبب صمود الحكومة الاسلامية". وكرر تحذيره من ان "اعداء ايران ينتظرون ان يخيم السبات على الجيل الايراني الجديد"، وحض على "هجوم ثقافي مضاد" للهجوم الثقافي الذي تشهده ايران. وأشار صفوي في خطاب القاه امام مئات من عناصر الميليشيا البسيج في طهران الى ان "الولاياتالمتحدة اكدت انتظارها نتائج الانتخابات في ايران، وهذا يشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية الايرانية". واوحى بأن الاميركيين يرغبون في دخول الاصلاحيين البرلمان، وتساءل "من هم هؤلاء الاصلاحيون الذين يتحدث عنهم الاميركيون؟ البسيج سيشاركون بكثافة في الانتخابات لاسقاط مؤامرات الاعداء، ولايصال نواب الى البرلمان من انصار الاسلام". الى ذلك أ ف ب افرج عن رسام الكاريكاتير في صحيفة "آزاد" الاصلاحية نيق اهانق كوسر الملاحق بتهمة نشر رسوم اعتبرت "مهينة" بحق رجل دين بارز. ذكرى الثورة ويحتشد اليوم مئات الآلاف من الايرانيين في تجمع ضخم في ساحة "الحرية" جنوب غربي طهران، للاحتفال بالذكرى ال21 للثورة التي اطاحت نظام الشاه عام 1979.