وجه "الحرس الثوري" الايراني تحذيراً شديد اللهجة الى بعض الشخصيات والصحف الاصلاحية، متهماً اياها بالعمل لتشجيع السيطرة الاجنبية والاميركية على ايران. واستبق الاصلاحيون التحذير بتأكيد أنصار الرئيس محمد خاتمي ان الاصلاحات تستهدف العودة الى محورية شعارات الثورة، فيما نُقل عن مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي استغرابه "استبعاد المؤسسات التابعة له، من رقابة البرلمان واشرافه" وهو القرار الذي اتخذه قبل ايام مجلس تشخيص مصلحة النظام برئاسة هاشمي رفسنجاني. لوح "الحرس الثوري" ب"صاعقة تطاول رؤوس الذين يعملون لتشجيع السيطرة الاجنبية على ايران"، كي يمتنعوا عن "التآمر والخيانة"، مهدداً بأنه ينتظر فقط "إشارة" من المرشد. وحذر من انه "إذا حان وقت تنفيذ قانون العنف الثوري، لإحقاق العدالة والحق، فسيتم ذلك بحزم وسرعة لا يتصورها أحد". ويستهدف التحذير "المدافعين عن الاصلاحات على الطريقة الاميركية"، في اشارة الى الشخصيات والصحف الاصلاحية التي تدعو الى فتح حوار مع الولاياتالمتحدة. وحمل "الحرس الثوري" على الصحف الاصلاحية التي "تروج لوجهات النظر الاميركية وللتآمر على ايران، والدعوة الى الاصلاحات الاميركية فيها مثل فصل الدين عن السياسة، واقتلاع الاسلام الثوري، ووصف ثورة الشعب الايراني بأنها مظهر للديكتاتورية والعنف". وجاء تحذير "الحرس" اثر المواقف التي أعلنها خامنئي في شأن الإصلاحات "الثورية" التي "تعمل لها الحكومة والقضاء" و"الإصلاحات الاميركية" التي تريدها واشنطن. وحض "الحرس" كل "القوى الثورية" على "العودة الى تعزيز الاخوة القديمة، والذود عن معتقدات الثورة" مؤكداً "دعم الحكومة برئاسة خاتمي والقضاء والبرلمان وكل مؤسسات النظام في اطار القوانين وتحت رعاية المرشد". وكان حزب "جبهة المشاركة" اكد ان الاصلاحات التي يدعو اليها خاتمي "لا تعني التنكر للماضي بل تصحيح الاخطاء فيه، والعودة الى محورية شعارات الثورة الاسلامية في الحرية والاستقلال وترسيخ نظام الجمهورية الاسلامية". وحذر من ان "أعداء الاصلاحات ينتظرون الفرصة لضربها"، داعياً "حماة الاصلاحيين" الى "عدم اعطاء أي ذريعة للذين يريدون الانقضاض عليها". وحرصت "رابطة العلماء المناضلين" ينتمي اليها خاتمي على اعطاء تطمينات بأن البرلمان الجديد سيواصل السير على خط الامام الخميني، والمرشد خامنئي. واكد الأمين العام للرابطة مهدي كروبي ضرورة "ان تتوخى الصحافة الحذر تجاه محاولات اختراقها عبر شخصيات مريضة". وأثارت تصريحات للصحافي الاصلاحي أكبر كنجي غضباً في الداخل عندما اعتبر في مقابلة مع صحيفة المانية ان "الخميني سيذهب الى متاحف التاريخ"، لكنه عاد ونفى ما نسب اليه بعد تلقيه سيلاً من التهديدات. وترافقت هذه التطورات مع توتر في اكثر من منطقة، على خلفية نتائج الانتخابات البرلمانية التي اجريت في شباط فبراير الماضي. لكن اعلان ابطال انتخاب المرشح الاصلاحي كريم رحماني الخميس الماضي في منطقة "نقده واشنويه" لم يثر اضطرابات كتلك التي شهدتها خلخال شمال غرب ودماوند قرب طهران. ونشب عراك بالأيدي في مدينة رشت شمال إثر اعتراض مجموعة من دعاة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" شاباً وفتاة تجمع بينهما "علاقة مشبوهة"، وتطور العراك الى مهاجمة بعض المحلات التجارية وتحطيم زجاجها، وانتهى باعتقال عشرة أشخاص بعد ساعتين من دون ان تسجل اصابات.