بات شبه اكيد ان يقدم وزير الثقافة والارشاد الاسلامي في حكومة الرئيس محمد خاتمي، الدكتور عطاء الله مهاجراني استقالته في غضون اسبوعين. واكد احد مساعدي الرئيس الايراني ان موعد الاستقالة سيكون 10 تشرين الاول اكتوبر الجاري. ورأى مصدر نيابي اصلاحي ان السبب الذي دفع مهاجراني الى الاستقالة هو الضغوط التي يتعرض لها من "مجموعات الضغط" من دون ان يحددها مشيراً الى ان الوزير انهك ولم تعد الحكومة قادرة على الدفاع عنه وحمايته. وكانت الاشاعات عن الاستقالة المرتقبة لمهاجراني راجت الشهر الماضي بعد نبأ اذاعه القسم العربي في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون نقلاً عن وكالة الانباء المركزية، مما دفع مدير العلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الى نفيه بشدة. وتأتي الاستقالة بعد حملة مركزة انطلقت من الحوزة العلمية في قم، شارك فيها رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ومسؤولون في "الحرس الثوري" وطاولت الجانب الثقافي في عمل الوزير والوزارة، التي اتهمت بالسماح بتغلغل الافكار الغربية الساعية الى "ضرب مفاهيم الثورة والنظام الاسلامي"، واحداث قطيعة بين الدولة والجيل الشاب. واعتبر رفسنجاني في خطاب قبل نحو اسبوع ان "العدو الاميركي والصهيوني لجآ الى الحرب الثقافية لاسقاط النظام". واعتبر مساعد الرئيس الايراني ان مهاجراني كان يستطيع الصمود اكثر لولا تدخل المرشد آية الله علي خامنئي الذي اكد وجود "مؤامرة ثقافية تستهدف الثورة والدولة الاسلامية" وان مهاجراني لم يعد يستطيع تحمّل هذه المسؤولية، خصوصاً ان الآخرين يريدون توجيه سهام معركتهم مع الرئيس من خلاله. ويتوقع ان يتولى وزارة الارشاد خلفاً لمهاجراني نائبه احمد مسجد جامعي، الذي يعتبر ممن يقفون في النقطة الوسط بين المحافظين الاصلاحيين مع بعض الميل باتجاه المحافظين.