عُقدة خلوة، امس، في بكركي بين رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود والبطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير استمرت 35 دقيقة قبيل الاحتفال بعيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية الغربية، في وقت احتفلت الطوائف المسيحية الشرقية بأحد الشعانين وألقى متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة عظة سأل فيها عما "اذا صار لبنان بلد المخابرات". احيا صفير قداس العيد عاونه فيه المطرنان رولان ابو جودة وشكرالله حرب، وشارك في القداس الرئىس لحود والنائبان بيار دكاش ومنصور غانم البون وعدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والحزبية. بعد القداس القى صفير كلمة توجه فيها الى لحود املاً ان ينفخ في صدور اللبنانيين املاً جديداً بمستقبل افضل فيعود لبنان السيد الحر المستقل الى موقعه في مجموعة الامم. وقال: "من معاني العيد ان الآلام ولو مبرحة والصلب ولو مهيناً والخيانة ولو مخيبة للآمال غير ان كل هذا لا يثبط الهمم ولا يقتل الامل لأنه يستنير بنور القيامة" وخاطب لحود قائلاً: "في نور القيامة تحملون هم الوطن والمواطنين ولن نتوقف طويلاً امام ما يعانون، وفخامتكم تعيشونه معهم يوماً بيوم في انتظار بزوغ فجر القيامة، ونأمل الا يطول الانتظار اكثر مما طال وقد مرّ عليه ربع قرن، تغيرت فيه معالم وتخرب عمران وشتت عائلات ومات من مات وهاجر من هاجر وهُجّر من هُجّر، وقدركم ان تنفخوا في صدور اللبنانيين املاً جديداً بمستقبل افضل على رغم ضآلة الوسائل وانسداد الافق وجميع ما ينهض في وجهكم من حواجز ولكن ما اتاكم الله من همة عالية واخلاص للوطن وما عُرف عنكم من نكران للذات وجهد في حطام الدنيا سيسهل عليكم السبيل لتحقيق الآمال لجمع كل اللبنانيين على اختلاف النزعات والمشارب حولكم في وطن واحد موحد فيعود لبنان السيد الحر المستقل الى موقعه في مجموعة الامم ليقوم بدوره التقليدي في نشر التفاهم وتقريب وجهات النظر وبث روح المحبة والعمل على اشاعة السلام، وما هذا على همتكم العالية بمستحيل". وأضاف صفير في عظة العيد: "اننا في هذه الظروف الحرجة الحاسمة التي نمر بها نحن في امس الحاجة الى المحبة التي تحمل على جمع الصفوف وتوحيد الرأي ومواجهة الاحداث الطارئة بإرادة صلبة ووعي كامل لما يحيط بنا من مخاطر". وهنأ اللبنانيين بالعيد آملاً ان يعيده على الجميع الكثير من امثاله وهي حافلة بأسباب الخير والبحبوحة والاستقرار والسلام. وكان رافق لحود عدد من كبار الضباط في الجيش اللبناني بينهم مدير المخابرات العقيد ريمون عازار ومدير فرع المخابرات في جبل لبنان العقيد جورج خوري وقائد الحرس الجمهوري العقيد مصطفى حمدان. وبعد القداس توجه لحود الى منزل الرئيس السابق شارل حلو وهنأه بالعيد. واحتفلت الطوائف المسيحية الشرقية بأحد الشعانين، وترأس متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قداس الشعانين في كنيسة مار الياس بطينا - المصيطبة وسجل سلسلة انتقادات عنيفة في موضوع الحريات والتعاطي مع الشباب. قال: "ما اسهل ان تنعت الشباب بالنعوت وما هي الا علامة من الضعف العميق، اللبنانيون تحولوا فجأة اسرائيليين، لماذا هذا؟ النظر اليهم بنظرة اخرى؟ اليس من العيب ان يصبح في فم الطفل والشاب والعجوز تعبير عن الخوف من المخابرات؟ اصبحنا بلداً للمخابرات؟ هذا هو لبنان الذي يتغنى به الشعراء والمغنون والكتّاب؟ أهذا هو لبنان صار بلداً للمخابرات في كل زاوية؟ وينعت الشباب، ما اسهل ان نرمي الوصمات على وجوه الناس، هذا الضعف بعينه هذا الفقر الى الشجاعة بعينه، يا احباء، لمن يموت الاحرار؟ لبلد تدفن فيه الحرية؟ هل يستأهل بلد تموت من اجله والحرية تدفن؟ والديموقراطية نفتش عنها في هذه الايام اجد بلدي او فيه اسواقاً تباع فيها الابواق والاقنعة، تجارة رائجة، لأنكم اذا كشفتم عن الوجوه الحقيقية سترون وجوهاً مختلفة، ما اكثر المبوقين؟ من يغني لبنان ان خبت اصوات الشباب والاحداث، من يبث نبض الحياة في لبنان اذا مات صوت الشباب؟".