أكد البطريرك الماروني نصر الله صفير أن «كثيراً من الناس يريدون ان يأخذوا يسوع بعيداً من الميلاد وأن يحتفلوا لأسباب اخرى»، معتبراً في قداس الاحد الاول بعد عيد الميلاد في بكركي في حضور قائد الجيش العماد جان قهوجي، وشخصيات سياسية وعسكرية وفاعليات أن «هذه خسارة لهم»، ولفت الى أن «هناك صعوبات كثيرة علينا أن نذللها لا بقوتنا انما بقوة رجائنا في المسيح». وقال صفير خلال استقباله وفداً من قطاع التمريض في «القوات اللبنانية»: «صحيح ان الأيام صعبة وهناك صعوبات كثيرة يجب علينا ان نذللها، لكن يجب الاتكال على الله وأن نعمل ما في وسعنا كي نتغلب على الصعوبات التي نلقاها في حياتنا». وتلقى صفير اتصالات تهنئة بالعيد من كل من رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس الموجود في الخارج، ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي اتصل ايضا بمتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، وراعي ابرشية زحلة للروم الكاثوليك المطران اندره حداد. كما تلقى اتصالات تهنئة من كلّ من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس الحكومة سعد الحريري، الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، اضافةً الى شخصيات سياسية، اقتصادية وإعلامية. كلاس: شؤون الناس والخارج من جهة ثانية تواصلت الاحتفالات بعيد الميلاد في مختلف المناطق اللبنانية، وأمّت الكنائس شخصيات سياسية وعسكرية وحزبية لحضور قداس الاحد الاول بعد الميلاد. وعكست العظات تخوفاً من الوضع الراهن، وتمنيات للبنان بتجاوز المحنة. كما واصلت المرجعيات السياسية والدينية المسيحية تقبل التهاني بالعيد. وكان مطران بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الكاثوليك يوسف كلاس ترأس قداس العيد اول من أمس في كنيسة كاتدرائية النبي ايليا - ساحة النجمة وألقى عظة قال فيها: «يؤلمنا ما نراه من صراع بين الفئات السياسية العليا، صراع، يحرر القادة من الاهتمام بشؤون الناس ومصالحهم، على خلاف ما وعدوا به خيراً، عندما تألفت الوزارة من ممثلي التيارات السياسية والطائفية المختلفة، منذ سنة، ولم يبق احد من المعرقلين خارج دائرة التوافق السياسي. فها نحن الآن نحرم من فوائد هذا التآلف المنشود». وأضاف: «الجميع يعلنون تمسكهم بالاستقرار والهدوء وعزمهم على محاربة الفتنة، مهما طرأ على البلاد. فإن كان الأمر كذلك، فما المانع في ان تعالج الأمور المعيشية بالأفضلية على جميع الشؤون السياسية، بخاصة ان الأمور السياسية تبت في الخارج، ولا يترك لنا الا التوقيع على الاتفاقات المفروضة. بئس القادة يتسابقون على فرض الذات، فيما آلاف الناس يهملون في قهرهم». قباني وقبلان... الى ذلك، اتصل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بالرئيس سليمان مهنئاً بالأعياد، وتمنى له «التوفيق في مهمته الوطنية التي تحقق وحدة اللبنانيين وتصون وطنهم ومستقبل أبنائهم». وللغاية عينها، اتصل قباني بصفير وتمنى له وللطوائف المسيحية وجميع اللبنانيين أعياداً سعيدة، وتبادل معه الرأي في مستجدات الأوضاع اللبنانية. وكانت له اتصالات مماثلة بالمراجع الدينية والسياسية والعسكرية المسيحية. وغادر قباني بيروت إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة من رابطة العالم الإسلامي إلى المشاركة في أعمال الدورة العشرين للمجمع الفقهي الإسلامي التي ستعقد في مكةالمكرمة. وأجرى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان اتصالات تهنئة شملت كلاً من سليمان وقهوجي. وأكد أن «ذكرى ميلاد السيد المسيح عنوان خير ومحبة تستدعي ان نتعاطى معها بروح التسامح والتواصل، ما يحتم على السياسيين في لبنان ان يتواصلوا ويتشاوروا فتكون المناسبات الدينية محطة جديدة من محطات الخير يعملون من خلالها للمصلحة العامة بعيداً من الكيدية والتشنج». وتمنى ان «تحمل الايام المقبلة تباشير الخير والسلام فيحل اللبنانيون مشاكلهم بالتفاهم والحوار وينتصرون على الازمات والمحن التي تعصف بوطنهم مستمدين من السيد المسيح وكل الأنبياء العزم والعزيمة للانتصار على الشر والفتن والمؤامرات التي تتهدد امنهم واستقرارهم». ورأى قبلان أن «فلسطين مهد السيد المسيح ومسرى رسول الله ونهضة رسالة السماء تستغيث المسلمين والمسيحيين لانقاذها من براثن التهويد». «حزب الله لن ينزلق» وجال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض على رأس وفد من «حزب الله» على عدد من الكنائس في قضاء مرجعيون للتهنئة، والتقى المطران الياس كفوري. وأكد فياض خلال اللقاء، أن «هذه مناسبة تضامن ومحبة»، مشيراً إلى أن «المقاومة هي مشروع أخلاقي ديني وطني غير فئوي وغير طائفي»، مشدداً على «أهمية أن تتلاقى الإرادات اللبنانية مع الجهود التي تجري على أكثر من مستوى لإيجاد حل للأزمة القائمة»، ولفت إلى أن المطلوب من المعنيين في لبنان هو «أن يلاقوا إرادة الحل الذي يتم العمل على أساسه بين الإخوة السعوديين والسوريين، بحيث لا يجوز أن نطلق مواقف تبدو وكأنها تعمل على تشجيع من لا يريدون حلاً». وقال: «نأمل خيراً، ونتطلع بتفهم في اتجاه ما ستسفر عنه هذه المساعي»، داعياً الجميع إلى «اعتماد مقاربة بناءة وخطاب إيجابي تجاه الأزمة القائمة والى الإقلاع عن الخطاب التحريضي والفتنوي الذي يذكي الحساسيات». وأكد أن «حزب الله لن ينزلق إلى المنطق والحسابات الطائفية مهما تكن طبيعة التطورات، بل سيبقى في الموقع الوطني الذي يطل على القضايا الخلافية من زاوية وطنية تريد مصلحة الجميع من دون تمييز مناطقي أو فئوي او طائفي»، مشدداً على «التمسك بالعيش المشترك والوحدة بين اللبنانيين في سبيل حماية هذا الوطن واستقراره وبنائه». وأبدى كفوري سروره باللقاء، معرباً عن تقديره ل «هذا الخطاب الوطني المعتدل والهادئ الذي يسعى قبل كل شيء للحفاظ على الوحدة الوطنية». وجمع اللقاء أيضاً وفداً من حركة «أمل» تقدمه عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية علي حسن خليل الذي قدم التهاني. كما تزامنت زيارة وفد الحزب لمطرانية الروم الارثوذكس في مرجعيون مع زيارة قام بها وفد من مشايخ الموحدين الدروز في البياضة في قضاء حاصبيا برئاسة الشيخ غالب قيس للمطرانية. وجال وفد من تيار «المستقبل» برئاسة الأمين العام احمد الحريري على رؤساء الطوائف المسيحية في بيروت مهنئاً. وضم الوفد عدداً من النواب والفاعليات. وزار مطرانية بيروت للروم الارثوذكس في الاشرفية وقدم تهاني العيد الى المطران عودة. ثم انتقل الى مطرانية بيروت المارونية في الاشرفية وقدم التهاني الى المطران بولس مطر. وعقدت خلوة بين المطران مطر والحريري تم فيها عرض آخر التطورات السياسية على الساحة اللبنانية. ثم انتقل الوفد الى مطرانية الروم الكاثوليك وقدم التهاني الى رئيس المطران كلاس. ثم انتقل الى مطرانية الارمن الكاثوليك مقدماً التهاني بالعيد. وجال النائب علي عسيران امس على مطارنة صيدا مقدماً التهاني بالميلاد. كما زار وفد من «الحزب التقدمي الاشتراكي» برئاسة النائب علاء الدين ترو، كلاً من الرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت جان فرج ورئيسة الراهبات المخلصيات الأم تيريز روكز في دير المخلص ورئيس دير مار شربل - الجية الاب جورج شولي، وقدم باسم النائب وليد جنبلاط التهاني بالأعياد المجيدة. كما زار مهنئاً بالأعياد في اقليمالخروب وفد من «تيار المستقبل» يتقدمه النائب محمد الحجار. ووجّه مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار برقية تهنئة إلى الرئيس اللبناني، جاء فيها: «أطيب التمنيات وأخلص الدعاء أتمناها لكم ولمسيرتكم الخيّرة في قيادة البلاد إلى شاطئ الأمان، ودمتم أملاً للبنانيين ورمزاً للاستقرار والأمن بحكمتكم العالية وقيادتكم الرشيدة وتوازنكم اللافت ورباطة جأشكم النادرة». وكان الشعار زار رؤساء الطوائف المسيحية في طرابلس للتهنئة بعيد الميلاد يرافقه وفد من العلماء ورجال الدين، والتقى راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة. وتناول اللقاء مضمون الخطب الأخيرة، وما جاء على لسان مراجع سياسية، وما أثاره كلام النائب محمد كبارة حين أشار إلى أن طرابلس عاصمة اللبنانيين السنّة. فأشار بو جودة مازحاً: «لا بأس سألتقي أبو العبد (النائب كبارة) لنتبادل الرأي». ورد الشعار، قائلاً: «اتصل بي سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان وسألني كيف عاصمة السنّة؟ فأجبته أنت تسكن يا سماحة المفتي في العاصمة والعاصمة هي عاصمة كل لبنان». وزار الشعار ايضاً مطرانية الروم الأرثوذكس في طرابلس، والتقى راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إفرام كرياكوس. الى ذلك، هنّأ مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، في تصريح له امس، صفير وسائر المرجعيات المسيحية، وخص بالتهنئة «الرجل الشجاع المطران عودة، لمناسبة احتفال المسيحيين بعيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية». ووجّه في تصريح له أمس، «كلمة عتاب الى غبطة البطريرك عندما تحدث عن هجرة المسيحيين شرقاً وغرباً، وأشار الى الأقلية الباقية بكلمات ما كنا نود سماعها وهي ان «النوعية» باقية»، مؤكداً أن «هذه الكلمة تؤذي مشاعر بقية اللبنانيين جميعاً، فالنوعية اليوم لم تعد موجودة في لبنان... لا في المسيحيين ولا في المسلمين. مع العلم ان أصحاب الشهادات العليا وأصحاب الخبرات العلمية عند المسلمين يزيدون على المسيحيين اليوم». ورأى أن «هذا الإحساس بامتيازات الموارنة يوماً، والذي سمّيناه «المارونية السياسية» جرّنا الى أخطاء فادحة والى حروب لا أول لها ولا آخر».