احتفلت الطوائف المسيحية في لبنان بحلول رأس السنة بقداديس أقيمت في معظم المناطق أبرزها قداس رأسه البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي. وكان لافتاً أن العظات غابت عنها السياسة في شكل مباشر، وتركزت على موضوع السلام والبيئة في العالم وكذلك في لبنان. لكن صفير تمنى في دردشة مع الإعلاميين، «السلام للبنان والتوفيق لجميع أبنائه وأن يعم الوئام بين كل الناس». وسئل صفير: «بعد اللقاءات والمصالحات التي حصلت هل تعتبر ان الوضع السياسي سيكون ايجابياً؟» فأجاب: «تفاءلوا بالخير تجدوه». «وهل أنت مطمئن؟» أجاب: «الى حد ما، والله موجود وهو يسيّر عقول الناس وآراءهم وأفكارهم»، متمنياً «السلام والخير والوفاق لجميع الناس». وسأل مطران بيروت للموارنة بولس مطر، في قداس مماثل: «أليس لنا أن نسأل عمَّا نصنعه لوطننا، خيرًا كان أمْ شرًّا؟ أفليس علينا واجبٌ ضميريٌّ حيال إقامة السَّلام ونبذ العنف القاتل في ما بيننا ونحن أخوة نعيش في بيتٍ واحدٍ ونأوي تحت سقفٍ واحدٍ؟». وقال: «صدرت أخَّيرًا دعوةٌ إلى هدنةٍ بين اللُّبنانيِّين، ونحن نتمنَّاها فسحةَ أملٍ للتَّفكير في أمورنا ولبحثٍ هادئٍ ومُحبِّ يقوم بين المواطنين لترتيب شؤون وطنهم بروحٍ لا يمكن أن تكون إلاَّ إيجابيَّة». ودعا إلى أن «نتصارح بعضنا مع بعض ضمن الثِّقة والمودَّة والاحترام المتبادل كشرطٍ أساسيٍّ وجوهريٍّ من شروط النَّجاح في هذا المسعى، وفي إنقاذ وطننا المشترك من الضَّياع. ولا نتكلَّمنَّ بعضنا مع بعض كمسيحيِّين ومسلمين وكأنَّنا صرنا موضوعَ أخذٍ وردٍّ أحدنا حيال الآخر، بل كلبنانيِّين لهم الحقوق والواجبات نفسها حيالَ وطنٍ صار فوقنا جميعًا». وقال مطر: «لبنان وطنٌ عزيزٌ علينا جميعًا وقد كلَّفنا مئاتٍ من السِّنين لتكوينه»، معتبراً أن «دولتنا هي أيضًا إنجاز في دستورها ولو كان علينا تطويرها وإصلاح أنظمتها»، مشيراً الى «أننا نقوم بهذا العمل كما تجرى عمليَّاتٌ على أجساد حيَّةٍ في أيِّ مستشفى، فلا يموت الجسد بل يحافظ عليه ويتعافى من أوهانه الظَّرفيَّة ومتاعبه العابرة». وتمنى راعي ابرشية البترون للموارنة المطران بولس اميل سعادة في حديث إلى «صوت لبنان»، استكمال المصالحات المسيحية، قائلاً: «نعمل على استكمال المصالحات». وأكد أن «لا قيام لدولة الا بالاتفاق والتعاون بين ابناء الوطن»، لافتاً الى «ان هذه الأمور قريبة جداً». وعن زيارة وشيكة للبطريرك صفير لسورية لتفقد الموارنة فيها، قال: «لا يمكننا أن نقول ذلك. هناك بروتوكول في العلاقات بين البطريركية والدول. عندما تأتي دعوة رسمية فيبحث فيها ويستجاب، أما القول بزيارة هكذا فالأمر ليس بهذه السهولة». المطران عودة وتمنى متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أن «تكون السنة الجديدة سنة سلام وعدل ليتم اعطاء كل ذي حق حقه ويعامل الجميع على أساس الجدارة لا على اساس المحسوبية». وقال: «إن لم يكن الإنسان محترماً في وطنه فهل يحترم هذا الوطن؟ نحن نفترض أن احترام الإنسان وحقوقه أولوية الأولويات وهو موضوع غير قابل للنقاش، والأديان كلها دعت الى ذلك وكذلك دساتير البلدان الراقية تصون حقوق الإنسان وحريته».