احتفلت الطوائف المسيحية اللبنانية التي تتبع التقويم الغربي بعيد الفصح المجيد، والطوائف التي تتبع التقويم الشرقي بأحد الشعانين. وحفلت العظات التي ألقيت بمواقف سياسية تناولت مختلف القضايا المطروحة محلياً واقليمياً ودولياً. وتمنى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، في قداس في بكركي، ان تكون قيامة لبنان من الازمات قريبة. ودعا الى "الصلاة من اجل وضع حد للمأساة التي تتوالى فصولها في البلقان". وتلقى صفير التهانئ بعيد الفصح من ممثل رئيس الجمهورية وزير العدل جوزف شاول، ومن عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين والسيدة ستريدا سمير جعجع. وقال مطران بيروت للموارنة بولس مطر ان "المحبة وحدها تصلح لأن تكون سياسة الدنيا، وما يفرحنا ان الاقتناع يترسخ لدى الجميع بأن قبولنا بعضنا بعضاً وبأن وحدتنا في السراء والضراء لا ينسجان الا بخيوط من المحبة". وأضاف "بهذه الروح يسير لبنان على درب القيامة وينتصر، لكن محبتنا الوطنية هي اليوم تحت دائرة السؤال. فللمحبة ترجمة عملية اسمها التضامن والاستعداد للتضحية من جانب كل انسان او جماعة في سبيل الآخرين". ورأى مطر ان "لا مخرج للمشكلات السياسية والاقتصادية التي نعرفها الا اذا قبل الاغنياء تضحية من اجل الفقراء، يكونوا كلهم بحق شعباً واحداً، والا فنحن ندور في حلقة مفرغة من دون ان نعرف الى التقدم او الاستقرار سبيلاً". وأعلن متروبوليت بيروت للروم الكاثوليك حبيب باشا ان "الحكم الحالي بفضل الرئيس لحود ومعاونيه في ادارة البلاد، مصمم على تحريك النقلة النوعية فيصبح لبنان اهلاً لأن ينتصر على عوامل الموت التي تتربص به". وأضاف باشا ان "اللبنانيين، وخصوصاً شباب المقاومة وشباب أرنون، وجدوا في جرح الجنوب ودماء قانا، ما يحفزهم على التجهز لا بالكلام واللسان، بل بالعمل والحق، لنفض غبار الموت والاطلالة على فجر القيامة". وقال متروبوليت بيروت لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في احتفال الشعانين في كنيسة مار الياس بطينا في المزرعة غرب بيروت "كمواطن وكمحب لبلدي اسأل، عندما نتكلم على المحاكمات والملفات الكبيرة، اكان هذا الانسان الشرير في رأيهم وحده يعمل؟ اين كان النواب والوزراء؟ يظهر ان في لبنان قنوات سرية لا يعرفها الا واحد او اثنان، فلنبطش به لنظهر قوة عضلاتنا. نحن لا نقبل بظلم كهذا فكلنا مسؤول". وأضاف "انا لا استطيع ان اكف عن شيء، وحولي الناس غافلون. فالناس لم يعملوا في الظلمة. اين كانت البارحة اصوات الذين يتكلمون اليوم؟ كيف نتهم الناس من دون ان ندرس ملفاتهم؟ لا نستطيع ان نسيء الى انسان وان نطلب لاحقاً المغفرة، فالعمل السيئ قد حصل، والبطولات الخفية لا نريدها". وتابع عودة "ليس في بلدي ابن السيدة وابن الجارية. نحن كلنا اسياد في بلدنا. وما يدعوني الى هذا القول خوفي من ان نكون نتستر بكلمات بريئة، وهي بالفعل لا تحمل من البراءة شيئاً. اذا كنت سيداً فلا تسمع الا الى ضميرك، واذا كنت لا تستطيع فاعترف وقل هذه استطاعتي. ولكن لا ندعي أمراً ليس لنا".