يبدأ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات زيارة السعودية اليوم تلبية لدعوة من ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، قبل القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي التي ستعقد في مسقط الاسبوع المقبل. وقال الأمين العام لمجلس التعاون السيد جميل الحجيلان ل"الحياة" ان الامارات لم تبلغ المجلس تحفظها عن الاتفاقات الامنية التي يعقدها بعض دول المجلس مع ايران، وأكد ان "الامارات تعلم ان مثل هذه الاتفاقات ينبع من صميم سيادة دول المجلس". سيلتقي الشيخ خليفة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقالت مصادر خليجية ل"الحياة" انها تتوقع ان تركز محادثات الشيخ خليفة في جدة على "تعزيز العلاقات بين الرياضوابوظبي، وربما بحث المواضيع التي ستناقش في قمة مسقط التشاورية". ولم تستبعد ان يكون موضوع الجزر التي تتنازع عليها الاماراتوايران في صلب المحادثات السعودية - الاماراتية، وتوقعت ان تطلع السعودية الشيخ خليفة على جهود اللجنة الثلاثية الخليجية المكلفة ايجاد آلية للحوار بين ابوظبيوطهران حول الجزر. وقال الحجيلان ان اللقاء التشاوري الثاني لقادة دول المجلس سيعقد في مسقط السبت المقبل. واعتبر في حديث الى "الحياة" ان "من ضوابط اللقاء التشاوري ان لا تعد الامانة العامة للمجلس جدولاً لأعماله، فالقادة لا يتقيدون بجدول مكتوب، بل يبحثون ما يرون أهمية بحثه خلال اللقاء الذي ينعقد خلال يوم واحد او لبضع ساعات فقط". وزاد: "شاركت العام الماضي في الاجتماع المغلق الذي عقده القادة في اللقاء التشاوري الأول في جدة، وكان اجتماعاً مهماً، مهد للقرارات التي اتخذتها قمة الرياض في كانون الاول ديسمبر الماضي، وأرجو ان يحقق لقاء مسقط طموحات القادة". وتابع ان اللجنة الثلاثية "مستمرة في مساعيها، وتبذل جهدها" لتحقيق اهدافها، وتمنى ان تلقى مساعيها "تجاوباً" من طهران، مشيراً الى ان لدى اللجنة "اتصالاً مع الجانب الايراني". وكيف سيكون مستقبل اللجنة التي تضم وزراء خارجية السعودية وقطر وعمان إضافة الى الأمين العام لمجلس التعاون، اذا استمر الايرانيون في رفضهم التعاون معها، قال الحجيلان: "لم نصل بآمالنا الى هذا الحد". وهل يتوقع ان يساهم فوز الاصلاحيين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إيران في حل المشكلة، قال: "اعتقد ان قضية الجزر تعالج بمنطق السياسة العليا في إيران، وكأي قضية تهم طهران ارجو ان تساهم نتائج الانتخابات التي اسفر عنها الاقتراع الأخير في حل قضايا من هذا النوع". وسئل هل تعني هذه اللهجة غياب التفاؤل لديه؟ فأجاب: "لا، لكن هذه من القضايا المجمع عليها في إيران". وأضاف الحجيلان: "لم يبلغنا في المجلس أي شيء من الإمارات"، بخصوص ما نقل في شأن استياء إماراتي من الاتفاقات الأمنية التي تعقد بين ايران وبعض دول المجلس، مشدداً على ان "دولة الامارات تعلم ان مثل هذه الاتفاقات ينبع من صميم سيادة دول المجلس، واعتقد انه لو اقدمت الامارات يوماً على ابرام اتفاق من هذا النوع، فلن تعترض اي دولة من دول المجلس". وحرص الحجيلان على تأكيد ان "هذه الاتفاقات لن تكون على حساب موقف دول المجلس المؤيد لحق الإمارات في الجزر الثلاث". وهل تُحدث معاودة دول في المجلس افتتاح سفاراتها في العراق تصدعاً في الموقف الخليجي من بغداد، أجاب الحجيلان: "دول المجلس تستند في موقفها على البيانات الرسمية التي تشارك في اعدادها والموافقة عليها من خلال المجالس المتعاقبة لوزراء الخارجية، والموقف السياسي لدول المجلس من العراق هو الذي عبر عنه البيان الختامي لاجتماع جدة" في 10 نيسان ابريل الجاري.