أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله تأييد سلطنة عمان وتضامنها مع دولة الإمارات ومساندتها لاستعادة سيادتها على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وفي الرياض، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الشيخ جميل بن ابراهيم الحجيلان أن اجواء العلاقات بين دول المجلس الست "جيدة حالياً". وأكد في حديث إلى "الحياة" أمس أن "العتاب" بين السعودية والامارات بشأن التقارب مع إيران "ليس أمراً غير مألوفاً"، لكنه شدد على أن ذلك "لا يؤثر في صميم العلاقات المتينة بين دول المجلس". وقال ابن علوي، اثر محادثات أجراها مع الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في ابو ظبي امس، "لن نتردد في اعطاء كل الدعم لدولة الإمارات وعلى كل المستويات سواء كان دعماً معنوياً او اعلامياً او اي دعم يساند موقف الامارات، ونقف موقفاً ثابتاً في تأييدنا وتضامننا". وأكد الوزير العماني ان محادثاته في طهران تطرقت الى موضوع الجزر، وقال "ان موقف ايران معروف ونحن لا نقرّ هذا التوجه في مجمله. وبالتالي نحن دائماً نعبر عن موقفنا بأن هذه الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى احتلتها ايران في زمن الشاه، وعلى العهد الجديد في ايران ان ينظر اليها من هذا المنظور". وأضاف ان دول مجلس التعاون وبينها الامارات "لا تريد الإضرار بالمصالح الايرانية، ونتوقع بالمقابل من ايران ان لا تضر بمصالح جيرانها". وسئل ابن علوي هل يعتقد ان من حق الامارات العتب على شقيقاتها دول مجلس التعاون بشأن موقفها من قضية الجزر الاماراتية باعتبارها قضية خليجية، فقال: "اعتقد ان دولة الامارات ليس لها الحق فقط في العتب وانما لها الحق في ما هو اكثر من العتب". وأعرب الوزير العماني عن أمله في ان يتوصل اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون الذي سيعقد غداً السبت في الرياض الى اتفاق على كل القضايا التي سيناقشها. وقال ان هذا الاجتماع "دوري للتداول في قضايا سياسية معروفة وتبادل وجهات النظر حول تطورات الوضع على الساحة الخليجية والعربية والدولية". وقالت مصادر مطلعة ان الامارات ستطرح في الاجتماع قضية الجزر وانعكاسات التقارب الخليجي - الايراني عليها. وسئل الوزير العماني اذا كانت دول مجلس التعاون ستمارس ضغطاً اكبر على ايران في المرحلة المقبلة من اجل حلّ قضية الجزر، فأجاب: "المسألة ليست مسألة ضغط، وانما هي مسألة حق موجود ومسألة اقناع". وغادر إبن علوي ابو ظبي بعد زيارته القصيرة عائداً الى مسقط. وهو كان ادلى حين مغادرته مسقط بتصريحات مماثلة اكد فيها تضامن عُمان مع الامارات، لكنه نفى ان تكون السلطنة في صدد التوسط بين البلدين، وقال: "اننا نتطلع الى الظروف المناسبة التي يجب ان تتهيأ لحل مشكلة الجزر". وفي طهران رويترز قال الرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني أمس ان علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية، التي شابها التوتر لسنوات، هي الآن في "افضل مستوى بلغته اطلاقاً"، ودعا الى مزيد من التعاون التجاري والاقتصادي. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن رفسنجاني قوله للسفير السعودي في طهران عبداللطيف ميماني ان "العلاقات الايرانية - السعودية، في المنعطف الحالي، رائعة ولم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات بين البلدين". وشدد الحجيلان في تصريحاته الى "الحياة"، على أنها "ليست المرة الاولى في تاريخ العلاقات العربية، أو تاريخ دول مجلس التعاون، التي يكون فيها التعبير عن مشاعر العتاب، لكن ذلك لن يؤثر بأي حال من الأحوال سواء في اقتناع الطرفين بأهمية العلاقات ووثوقها وما يربط بينها من مصائر مشتركة، أو في أهمية مجلس التعاون كمظلة لدول المنطقة". وذلك في إشارة إلى تصريحات وزير خارجية الإمارات راشد عبدالله النعيمي بشأن انتقاد الإمارات للتقارب الخليجي والسعودي بالذات مع إيران، واعتباره "مضراً" بالإمارات، ورد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز على ذلك وتأكيده أن "تقارب السعودية مع أي دولة إسلامية لا يعني بأي شكل من الأشكال أنه على حساب الآخرين". وسألت "الحياة" الحجيلان عن رؤيته لاقتناع الإماراتيين بدور مجلس التعاون خصوصاً بعد زيارته قبل يومين لأبوظبي، فرد: "أؤكد من خلال ما سمعته من القادة بأن اقتناعهم بالمجلس صلب لا يتأثر بالعوارض، كما استمعت منهم الى توجيهات بضرورة تعزيز عمل المجلس"، مشيراً الى ان "طبيعة العلاقات الخليجية -الخليجية لاتتأثر بأمور عارضة"، مستشهداً بخلافات سابقة بين دول المجلس "ولم يبق لها اي أثر الآن، فلا يزال الاقتناع منغرس بأهمية المجلس". وعن اجتماع وزراء خارجية دول المجلس الذي سيعقد السبت المقبل في الرياض قال "سيسهم بلا شك في تعزيز ادوار المجلس". وعندما سألت "الحياة" الامين العام هل سيشهد اجتماع السبت عرضاً للعتب الاماراتي على التطبيع الخليجي- الايراني، قال:"لن يكون هناك اي حجاب يمنع وزير خارجية اي دولة من الدول الاعضاء من التحدث عما في نفسه، وما يعتقد اهمية طرحه للنقاش والتداول"، لافتاً الى ان "دول المجلس تعيش مرحلة مهمة تتعاطى فيها قضاياها بقدر كبير من الشفافية والصراحة، سواء ما يتعلق بالقضايا والعلاقات السياسية أو ما يتصل بالمواطن".