حضّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال زيارته لدولة الإمارات أمس، على «مأسسة التعاون» بين الجانبين، لافتاً إلى أن بلاده تدعو إلى «الاعتدال والوسطية والعقلانية في العلاقات الدولية». ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد قوله خلال استقباله ظريف، إن بلاده «مستعدة لكل أشكال التعاون مع إيران» التي اعتبرها «دولة مهمة وأقرب إلينا من الجميع». وأوردت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن الشيخ خليفة والشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قبلا دعوة سلّمها ظريف لزيارة طهران. وتأتي زيارة الوزير الإيرانيلأبوظبي بعد أسبوع على زيارة نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد لطهران حيث التقى الرئيس حسن روحاني. وخلت التصريحات التي رافقت زيارة ظريف من أي إشارة إلى الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران. (راجع ص 8) وأفادت «وام» بأن الشيخ خليفة بن زايد أبلغ ظريف «ترحيب دولة الإمارات بالتطورات التي تشهدها إيران وتوقيعها اتفاقاً تمهيدياً في شأن برنامجها النووي السلمي»، لافتاً إلى أن الإمارات «تتطلّع إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والتعاون بين دولها لما فيه مصلحة شعوبها». وأشارت الوكالة الإماراتية إلى أن ظريف أبلغ الشيخ خليفة «تقدير إيران لمواقف دولة الإمارات وترحيبها» باتفاق جنيف، لافتة إلى أن رئيس دولة الإمارات «قبل» دعوة من روحاني لزيارة طهران، «على أن يُحدد موعدها لاحقاً». ونقلت عن ظريف أن «إيران تعطي أهمية فائقة للعلاقات مع جيرانها، خصوصاً دولة الإمارات»، كما تمنى لها ولشعبها «دوام التقدّم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة» للشيخ خليفة. وذكرت «وام» أن ظريف ناقش مع الشيخ محمد بن راشد اتفاق جنيف و»قضايا ذات اهتمام مشترك وسبل تعزيز علاقات التعاون وحسن الجوار» بين بلديهما. وأضافت أن الشيخ محمد «قبل» دعوة من الوزير الإيراني لزيارة طهران. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن ظريف شدد خلال لقائه الشيخ خليفة على أن بلاده «تولي أهمية خاصة للعلاقات مع الإمارات»، معرباً عن أمله ب «مأسسة التعاون بين البلدين»، بما يتيح «تضافر الجهود لتسوية القضايا الإقليمية». وتابع أن إيران «تدعو إلى سيادة أجواء الاعتدال والوسطية والعقلانية في العلاقات الدولية»، معتبراً أن «الاستقرار والأمن مرهونان باعتماد السبل السياسية بدل تلك العسكرية». ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن ظريف قوله للشيخ محمد بن راشد إن طهران «على استعداد لأي نوع من التعاون الثنائي ومتعدد الطرف والإقليمي، مع كل دول المنطقة». وأوردت أن الجانبين ناقشا «أوضاع الإيرانيين المقيمين في الإمارات»، ونسبت إلى الشيخ محمد تشديده على وجوب تعزيز العلاقات بين طهرانوأبوظبي، «عبر إزالة أي عقبات»، لافتاً إلى «إمكان زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين». وأضاف: «نواجه تهديدات وضغوطاً مشتركة، لكننا أكدنا دوماً أننا تعايشنا سلمياً سنوات طويلة إلى جانب إيران». في غضون ذلك، ناقش رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني مع الوزير العُماني المكلف السياسة الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله في مسقط أمس، «تطوير العلاقات بين البلدين»، كما أفادت وكالة الأنباء العُمانية التي نقلت عن لاريجاني قوله إن زيارة السلطان قابوس بن سعيد طهران أخيراً «شكّلت منعطفاً في العلاقات» العُمانية - الإيرانية. من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن «مصدر مطلع» في موسكو إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور طهران في 11 الشهر الجاري، لمناقشة «العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية مهمة». واعتبر لافروف بعد اجتماع مع نظرائه في دول الحلف الأطلسي في بروكسيل أمس، أن «تطبيقاً كاملاً» لاتفاق جنيف الذي أبرمته إيران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، سيلغي حاجة الحلف إلى نشر «نظام درع مضاد للصواريخ في أوروبا».