أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن المقاومة "لا يمكن أن تتوقف إذا بقي شبر واحد" من أرض الجنوب والبقاع الغربي، بما فيها مزارع شبعا، محتلاً. وقال "إننا منحازون الى سورية في موقفها الداعي الى الانسحاب حتى حدود 4 حزيران يونيو 1967". ورفض أي تعديل لمهمة قوات الطوارئ الدولية في الجنوب. رعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري احتفالاً أقيم في بلدة قانا الجنوبية، في الذكرى الرابعة للمجزرة الإسرائيلية، وافتتاح مستشفى حكومي ومتحف ونصب تذكاري، شارك فيه ممثل سورية وزير الإنشاء والتعمير محمد مشنطط ووزير الإعلام أنور الخليل ممثلاً رئيس الحكومة اللبناني سليم الحص والأمين العام لاتحاد البرلمانيين العرب نورالدين بوشكوج، الى ممثلين عن الشُّعَبِ البرلمانية العربية في المملكة العربية السعودية ومصر وسورية وفلسطين والجزائر والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن والمغرب، ووزراء ونواب وفاعليات. استهل المهرجان بكلمة لرئيس بلدية قانا صلاح سلامة، وتحدث رئيس "لجنة تخليد شهداء قانا" عبدالمجيد صالح ورئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان. وألقى بوشكوج كلمة وصف فيها المسؤولين الإسرائيليين عن مجزرة قانا ب"النازيين الجدد"، معلناً "التضامن مع لبنان قولاً وعملاً"، ومشيداً "بصمود الأهالي وبالمقاومة التي أثبتت أن لا سلام مع استمرار الاحتلال". وألقى وزير الصحة كرم كرم كلمة أكد فيها "أننا لا نفتتح مستشفى في مكان عادي إنما في مكان مقدس في مواجهة الطغيان لنقول إن صمودنا ليس عسكرياً وسياسياً بل ببناء مستشفى حيث أرادوا أن تعز المعالجة". وألقى الوزير مشنطط كلمة باسم الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية عبدالله الأحمر أكد فيها "تمسكنا بالمواقف الوطنية الثابتة التي تقفها سورية بقيادة الرئيس حافظ الأسد ولبنان بقيادة الرئيس إميل لحود، والمتمثلة بوجوب التزام إسرائيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية القاضية بوجوب انسحابها من كل الأراضي العربية المحتلة، من جنوبلبنان وحتى حدود الرابع من حزيران يونيو في الجولان". وقال "لا تنازل عن شبر من أرض الوطن ولا تفريط في حق من الحقوق، ولا مساومة على كرامتنا وسيادتنا، وما وقفة العز والشموخ التي وقفها الرئيس الأسد في قمة جنيف إلا تعبير حي عن هذه المبادئ والثوابت". وختاماً ألقى بري كلمة استعاد فيها وقائع مجزرة قانا والمجازر الإسرائيلية في الوطن العربي. وقال "إن إسرائيل تمارس ابتزاز العالم تحت عنوان السلام وتقوم بعملية لكسب الوقت للتسلح بأعتى الأسلحة. فمن يريد السلام لا يتصرف كأنه ذاهب الى الحرب". وأضاف "إذا كانت فعلاً تسعى الى السلام، عليها الإعلان صراحة إلغاء التعريف الخاص بحدود إسرائيل المفتوحة والتراجع عن أطماعها في التوسع شمالاً وشرقاً وجنوباً". وأكد "أن التسوية لا يمكن أن تنطلق إلا من أساس واضح هو الحدود المعترف بها دولياً، ولا يمكن الرهان في منطق أي تسوية في شأن الانسحاب من أي أرض عربية، على استفتاء إسرائيلي داخلي محسوم في نتائجه". وقال إن "العرب أثبتوا على مختلف المسارات أنهم يريدون السلام العادل والشامل، وإسرائيل ترفضه من خلال ممارساتها. وثمة جو في العالم وفي لبنان أن إسرائيل تريد الانسحاب من أرضنا ونحن خائفون من سورية وغيرها ولا نريدها أن تنسحب". وسأل "كيف يمكن أن نصدق كلام السلام الإسرائيلي من دون الإقرار بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وتهويد القدس؟". وأضاف أن "لا استقرار ولا أمن في المنطقة من دون عودة اللاجئين الى ديارهم، لأن استمرار تشريدهم يحولهم عبوات بشرية ستنسف أي تسوية تتم على حسابهم، إضافة الى أن الدول التي استقبلت اللاجئين منذ عام النكبة وفي الطليعة لبنان، ستبرز رفضها الشديد لكل أشكال توطين الفلسطينيين". وأضاف "أما على المسار السوري - الإسرائيلي فإننا نعلن صراحة أننا منحازون الى سورية في موقفها، ونؤكد أن من غير الممكن العودة الى المفاوضات من أجل المفاوضات، وأن أي مفاوضات يجب أن تنطلق أولاً من إعلان إسرائيلي واضح بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران". وقال "منذ 22 عاماً ونحن والأممالمتحدة والعالم نطالب بتنفيذ القرار الرقم 425 وعندما اعترفت به إسرائيل قبل 11 يوماً قامت قيامة العالم والأممالمتحدة للمطالبة بتنفيذه، فشكراً لهذه الغيرة". ولفت إلى "أن مجرد هذا الاعتراف من دون أي لبس، انتصار للبنان وشعبه ومقاومته ولسورية وللعرب الذين يسجلون في تاريخ صراعهم، وللمرة الأولى، إذا حصل الانسحاب، هزيمة حقيقية لإسرائيل". وقال إن "تطبيق القرار نصاً وروحاً سيمثل انتصاراً للشرعية الدولية لأنه يسقط إسرائيل كاستثناء لا تطبق عليه القرارات الدولية". واعتبر "أن السلام مع إسرائيل لن يتحقق إلا بشرطين أولهما الانسحاب الى الحدود المعترف بها دولياً وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم". وأضاف "إن الانسحاب من لبنان لن يكون كافياً لغسل الأيدي الإسرائيلية الملطخة بدم المجازر، إذ ستكون إسرائيل مطالبة بتعويض ضحايا هذه المجازر وما سرقته من آثارنا، وتنظيف مياهنا الإقليمية من نفاياتها المشعة والسامة". وقال: "إن المقاومة لا يمكن أن تتوقف ما دام شبر واحد من مزارع شبعا سيبقى محتلاً. حتى الآن لم تتسلم الأممالمتحدة أي طلب خطي بالنسبة الى موضوع الانسحاب، ولم يصدر أي قرار إسرائيلي ينص على تنفيذ القرار 425، فقرار الانسحاب لم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية تنفيذاً للقرار 425، والانسحاب قد يكون خطوة الى الوراء تتبعها خطوة الى الأمام، أما ال425 فنحن نرحب به". وأكد بري "رفض لبنان أي تغيير لطبيعة مهمة قوات الطوارئ الدولية" مشدداً على "ضرورة أن يكون الانسحاب غير مشروط ووفقاً للقرار 425".