رد الرئيس اللبناني الياس الهراوي على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين يصورون الامر كأن الدولة العبرية تريد الانسحاب من الجنوب ولبنان يرفضه، متهماً اسرائيل بأنها "تصور لبنان بصورة من يرفض انسحاب جيشها". وقال الهراوي في كلمة له مساء أمس في تكريم برلمانيين مشاركين في مؤتمر البرلمانيين المتحدرين من أصل لبناني أثناء حفل عشاء، وفي الذكرى الثانية لمجزرة قانا التي ارتكبها الإسرائيليون في 18 نيسان ابريل العام 1996، ان "اسرائيل من خلال اعلانها الموافقة على القرار الرقم 425 مع اجراء ترتيبات ومفاوضات ومطالبتها بترتيبات أمنية والتزامات، هدفها ضرب حقنا وضرب القرار 425..."، وأشار الى "ان اسرائيل تناور في العالم وعلى لبنان ولن نسمح لها ان تنقل متاعبها في عملية السلام الى عافيتنا"، مطالباً العالم "بمحاكمة اسرائيل على جرائمها ضد المواطنين اللبنانيين". راجع ص2 وأحيا لبنان أمس ذكرى مجزرة قانا التي ذهب ضحيتها 105 مدنيين حين قصف الجيش الإسرائيلي أثناء عملية "عناقيد الغضب" ملجأ تابعاً لقوات الطوارىء الدولية احتمى به مواطنون جنوبيون. فزار مقابر الشهداء في البلدة ذووهم وناجون من المجزرة. كما انتقل الى قانا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومعه الأمين العام المساعد لپ"حزب البعث العربي الإشتراكي" الحاكم في سورية السيد عبدالله الأحمر، الذي حضر الى لبنان للمشاركة مع بري في احتفال وضع حجر الأساس لمدينة باسل الأسد الرياضية في بلدة أنصار الجنوبية، وفي المكان نفسه الذي كان الإسرائيليون حولوه الى معتقل جماعي للبنانيين والفلسطينيين أثناء اجتياحهم للبنان في 1982. والمدينة الرياضية الجديدة ستبنى بتمويل من اللجنة الشعبية السورية العليا وبتبرع منها. والقيت خطب في قانا وأنصار فانتقد الأحمر الموقف الأميركي قائلاً: "ان اسرائيل لا تريد السلام معتمدة على دعم أميركي مطلق فاق حدود كل تصور واليوم يبدو ان واشنطن مستعدة للتضحية بكل شيء على مذبح التعنت الإسرائيلي". وأكد الأحمر رفض شروط اسرائيل لتطبيق القرار 425 ومطالبتها بالترتيبات الأمنية وبالضمانات وبالحماية لعناصر جيش لبنان الجنوبي المتعامل معها. وقال ان لبنان "منتصر لا محالة وبوادر الانتصار بدأت تظهر في الأفق..."، مشيراً الى "ان وحدة المصير بين سورية ولبنان لا تخضع لأي حسابات أو اعتبارات تكتيكية...". أما بري فوصف ما يقال عن ان اسرائيل تريد الانسحاب من الجنوب ولبنان يرفض تحت تأثير سورية بأنه "خطير جداً هدفه إحداث شرخ بين محبي سورية وإيجاد ناس يكرهونها".