تصاعدت الضغوط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كي يتنحى ويفسح المجال لتشكيل «حكومة وحدة وطنية» تشارك فيها مختلف الأطراف، فيما تلقى إتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي أكد دعمه الكامل لحكومته في محاربة الإرهاب. وفي دعوة ضمنية إلى المالكي كي يتنحى عن رئاسة الحكومة، طالب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني البرلمان بالإنعقاد في المواعيد الدستورية لتشكيل «حكومة تحظى بقبول وطني»، ودعاه إبن مؤسس «حزب الدعوة» جعفر الصدر صراحة إلى «الرحيل». وينص الدستور العراقي على ضرورة اجتماع البرلمان بعد 15 يوماً من مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الإنتخابات. لكن اوساطاً سياسية اكدت ل»الحياة» امس ان هناك شبه اجماع على تأجيل الجلسة، الى حين التوصل إلى توافق على تشكيل الحكومة. وأوضح السيستاني، عبر ممثله في كربلاء احمد الصافي امس أن فتواه الداعية إلى التطوع في صفوف الجيش موجهة إلى كل العراقيين «ولا تخص طائفة معينة وانما تهدف الى الدفاع عن البلاد في مواجهة العصابات التكفيرية المسماة داعش التي لها اليد العليا والحضور الاقوى في ما يجري في المحافظات وقد اعلنت بكل صراحة انها تستهدفها كلها حتى النجف وكربلاء». وأضاف أن «داعش يستهدف مقدسات جميع العراقيين على اختلاف اديانهم ومذاهبه، ويقتل كل من لا يوافقه الرأي او يخضع لسلطته، حتى من يشترك معه في الدين والمذهب». واشار الى ان «هذه الجماعة التكفيرية بلاء عظيم ابتليت به منطقتنا والدعوة الى التطوع كانت بهدف حض الشعب العراقي على مقاتلة وطرد هذه الجماعة التي ان لم تتم اليوم فسيندم الجميع على ترك ذلك غدا ولا ينفع الندم عندئذ». وزاد أن «دعوة المرجعية كانت للانخراط في القوات المسلحة وليس لتشكيل ميليشيات ولا نؤيد اي تنظيم مسلح خارج القانون، وهي (المرجعية) تعلن اسفها عما حصل لكثير من المتطوعين نتيجة عدم توفر الاستعدادات الكافية لتطوعهم». واكد «ضرورة حصر السلاح بيد الدولة» وقال: «على الجهات المختصة تنظيم التطوع الذي لم تكن العودة إليه من منطلق طائفي ولا يمكن ان تكون كذلك». وكان نجل مؤسس «حزب الدعوة» جعفر الصدر دعا إلى الى اقصاء المالكي. وطالب في بيان ب بتشكيل «حكومةِ وحدة وطنية جامعة لكل مكونات شعبنا تأخذ على عاتقها معالجة الأزمة التي تمر بها البلاد، وإقصاءٍ المسؤولين المباشرين عنها»، و»أخص بالمسؤولية رئيس مجلس الوزراء المنتهية صلاحيته، نوري المالكي، الذي فشل في التعاطي مع كل الملفات حتى صار عامل فرقة لا وحدة». وأضاف ان «النظام السياسي نشأ بعد 2003 على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية، وظَنَّ كل مكون وفريق، أن ما يضمن حقوقه تمسكه بمطالبه الفئوية الضيقة من دون النظر إلى باقي شركائه». وأوضح أن «السياسات الخاطئة التي انتهجها القائمون على الحكم، كالتفرد بالسلطة واتخاذ القرار، وتهميش الآخرين واختلاق الأزمات، والدخول في محاور إقليمية، كان لها الأثر البالغ في تأزم الوضع. «لكن هذه الدعوة بالاضافة الى اشارات صريحة من قيادات سنية وكردية، واخرى ضمنية اعرب عنها الرئيس باراك اوباما، قوبلت برفض من ائتلاف المالكي وقال القيادي فيالإئتلاف عدنان السراج ان «المالكي هو المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة». من جهة أخرى، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من أن أي ضربة جوية ضد المسلحين المتشددين في العراق قد تأتي بنتائج عكسية ما لم تكن هناك تحركات لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وعلمت «الحياة» أن فرنسا بدأت تحركاً ديبلوماسياً في اتجاه الدول العربية والإقليمية محورها الوضع في العراق وسورية. واستقبل الرئيس فرانسوا هولاند بعد ظهر امس رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، كما يستقبل مساء الاثنين امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وسيلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في باريس ايضا، نظراءه السعودي الامير سعود الفيصل والاماراتي عبدالله بن زايد والاردني ناصر جودة، بعد قمة الأطلسي خلال الاسبوع المقبل. وقال مصدر عربي رفيع المستوى ان كيري تحدث هاتفيا مع كل من وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس والامير سعود الفيصل والوزير القطري خالد العطية وان «فرنسا والعالم باسره يعرف ان الخلل في المالكي. ولا احد يريد التضحية بالألوف في سبيل سياسته وتوجهه الطائفي. ورأى ان «المخرج من الأزمة بحكومة انقاذ من دونه، على ان تلغي التهميش، والا فالعراق ذاهب الى التقسيم». وتابع أنه استنتج من اتصالاته مع دول الخليج أنها ضد الغارات الجوية التي تعهدت أميركا شنها على المسلحين في العراق».