ولدت «داعش» من رحم السياسة الطائفية التي كرستها طائفية وحزبية وإقصائية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تلك حقيقة لا يمكن إنكارها، فتغييب أطياف الشعب العراقي عن المشاركة في بناء العراق الجديد جعل العراق في ظل حكومة نوري المالكي أشبه بدولة ذات لون طائفي واحد، بل وحزبي واحد حتى داخل الطائفة الواحدة نفسها ! لم يكن نوري المالكي أكثر من ديكتاتور صغير أراد أن ينهض على ركام الديكتاتورية البعثية البائدة ليقود دولة ترسخت فيها ثقافة الخضوع للحاكم القوي ! اليوم هناك انتفاضة حقيقة في المحافظاتالعراقية العربية السنية، هذه الانتفاضة تتعرض لهجمتين، الهجمة الأولى من تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يريد القفز على أكتاف هذه الانتفاضة لتحقيق المكاسب على الأرض، والهجمة الثانية من نظام نوري المالكي الذي يريد اختصار المشهد المتمرد على سياساته الإقصائية بصورة «داعش» للفوز بمساعدة العالم في مواجهة الانتافضة العراقية ! في كلتا الحالتين الوضع غير مريح، فالمالكي لجأ للطائفة بدلا من أن يلجأ للعراق بكل مكوناته فاستعان بفتوى رجل الدين الشيعي السيستاني للدعوة للتطوع لحمل السلاح، وهناك حديث عن دخول قوات إيرانية على خط المواجهات ، أما «داعش» فإن استيلاءها على الانتفاضة العراقية يبث القلق في كل المنطقة، فتجربة «داعش» في سورية لا تطمئن خاصة مع تنظيم لا يرى حدودا لطموحاته ومساحة تمدده ! الحل في العراق يستلزم إعادة صياغة نظام الحكم ليشمل جميع مكونات الشعب العراقي دون إقصاء أو تمييز، فسنوات من هيمنة الطائفة الواحدة أثبتت فشل النظام السياسي الحالي في العراق والحاجة إلى قيام دولة مدنية مرجعيتها العراق الوطن لا الطائفة أو الحزب أو الشخص ! مواجهة «داعش» تستلزم مواجهة «المالكي» وحزبيته وطائفيته وإقصائيته أولا .. وإلا فإن أسوأ أيام العراق ما زالت في انتظاره!