} واصلت القوات الروسية محاصرة مجموعتين كبيرتين من المقاتلين الشيشان شرق غروزني وغربها. وسجلت حركة انسحاب مكثفة للقوات الشيشانية في اتجاه معاقلها الجبلية، جنوب العاصمة. وتزايدت المخاوف من أعمال ارهابية جديدة في روسيا، فيما بحث وزير الخارجية الفرنسي الحرب الشيشانية مع الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين. وحذرت موسكو "دولاً قريبة" من باكستان من مغبة استضافة قيادات شيشانية. أبلغت مصادر القيادة العسكرية الروسية في الشيشان وكالة انباء "انترفاكس" امس الجمعة، ان قواتها حاصرت مجموعة من المقاتلين تضم زهاء 500 عنصر في غابة قرب قرية زكان يورت الى الجنوب الغربي من غروزني وأحبطت محاولاتهم لاختراق الخطوط الروسية باتجاه انغوشيا. وواصلت مجموعة أخرى أكبر عدداً حوالى ألف مقاتل مقاومتها الضارية للقوات الروسية في بلدة الخان قلعة القريبة من زكان يورت، وهي ليست "خان قلعة" الضاحية الشرقية لغروزني التي تحولت مجدداً الى قاعدة عسكرية وأمنية روسية. وأضافت الوكالة الروسية ان قادة ميدانيين يتبعهم 800 مقاتل يجرون اتصالات مع القيادة الروسية للبحث في شروط استسلامهم وان 400 مسلح شيشاني ألقوا السلاح وسلموا أنفسهم للقوات الروسية خلال الأيام الثلاثة الماضية. واستولت القوات الروسية على احياء سكنية شمال ساحة "مينوتكا" وسط غروزني. وقال مراسلون روس انها تتقدم بحذر وبطء شديدين لتفادي خسائر من جراء نيران القناصة وآلاف الألغام المنتشرة في كل مكان من المدينة المدمرة. وصرح وزير الدفاع الروسي المارشال ايغور سيرغييف بان حصيلة الخسائر الشيشانية في "الفخ" الذي نصبته لهم القوات الروسية زاد عن 1500 قتيل منذ بدء محاولة الانسحاب الشيشاني من غروزني. واذاعت وكالة "ايتار - تاس" الحكومية الروسية ان فصائل شيشانية تتحرك منذ الخميس الماضي عبر مناطق جبلية باتجاه بلدتي سرجين - يورت وبنوي وهي تستعمل سيارات "جيب" وشاحنات خفيفة، وان معسكرات شيشانية جديدة تقام حالياً قرب قريتي غلسان - تشود وغروتي الجبليتين. واستغربت صحيفة "سيفودينا" المتنفذة تصرف القيادات العسكرية الروسية في "تسهيل" خروج المقاتلين من غروزني وانتقالهم الى الجبل "للراحة وإعادة تنظيم صفوفهم". وعزت ذلك الى رغبة موسكو في التخلص من "بؤرة غروزني" التي كانت توفر ساحة إعلامية كبرى للقيادة الشيشانية تجذب أنظار الغرب. وأضافت الصحيفة ان التعاطي مع المقاومة الشيشانية في الجبال سيكون مع بداية الربيع المقبل، وسيكون ذلك أصعب من معركة غروزني نفسها. على صعيد آخر، قال بوريس بيريزوفسكي النائب البرلماني ورجل الاعمال اليهودي المعروف بصلاته الوثيقة مع الشيشانيين منذ توليه منصباً كبيراً في مجلس الأمن الروسي، ان "الضغط" العسكري على المقاتلين يجب ان يعزز بحوار سياسي معهم. وأضاف في حديثه الى صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" ان احراز النصر العسكري النهائي في الشيشان أمر مستحيل ولا بد من حل يقبله الشعب الشيشاني على قاعدة بقاء الشيشان جزءاً من روسيا الاتحادية. وأشار الى ان على موسكو ان تستعجل ايجاد الحل السياسي نظراً الى تكاثر عدد الراغبين في الوساطة من الخارج. وعلى صعيد آخر، كانت القضية الشيشانية موضوعاً اساسياً في لقاء جرى امس في موسكو بين بوتين ووزير الخارجية الفرنسي. ونقل ايغور ايفانوف وزير الخارجية الروسي عن بوتين قوله للوزير الفرنسي ان موسكو ستعمل على إعادة الأوضاع في الشيشان الى مجراها الطبيعي بمجرد "إزالة العقبة الرئيسية فيها" وان "روسيا لا تكافح الارهاب الدولي لمصالحها الخاصة فحسب لأن الارهابيين قد يختارون قريباً منطقة اخرى من العالم للقيام بضرباتهم". واضاف ايفانوف "ان أحداث غروزني الأخيرة فتحت آفاقاً لاستكمال عملية مكافحة الارهاب". وقال فيدرين ان فرنسا "تؤيد وجود منظمات انسانية دولية في الشيشان واعتماد حل سياسي". إلى ذلك، حذرت وزارة الخارجية الروسية دولاً مجاورة لباكستان من ان موافقتها على استضافة الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندربييف ستعتبر "خطوة غير ودية" تجاه روسيا وستعقد علاقات تلك الدول معها. ومعلوم ان ياندربييف يتحرك بصفته مبعوثاً للرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف.