دخلت القوات الروسية امس منطقة تشيرنوريتشيه في الضاحية الجنوبية للعاصمة الشيشانية غروزني. ولم تواجه مقاومة من المقاتلين الشيشان الذين كانوا انسحبوا من المنطقة. وجاء ذلك بعد يومين من المعارك العنيفة في منطقة جبلية جنوب غروزني تمكنت خلالها القوات الروسية من عزل وسط الشيشان عن مناطقها الجنوبية المحاذية لجورجيا. وقرر الرئيس بوريس يلتسن ارجاء حل قضية شمال القوقاز الى الربيع المقبل. ووصفت موسكو دعوات منظمة الأمن والتعاون الاوروبية لوقف الحرب بأنها "مقطوعة الصلة بالواقع". وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين انه "لا يحق لروسيا ان تسمح في رقعة كبيرة كالشيشان بأن تستفحل بؤرة فوضى قد تهدد البلاد كلها بالتفكك والانهيار"، مشيرا الى ان المجتمع الدولي نفسه لا يرضى بذلك. واعلن المكتب الصحافي ل"المحور الشرقي" للقوات الفيديرالية في شمال القوقاز ان 300 مقاتل شيشاني وجنديين من القوات الروسية قتلوا في معركة قرب سرجين يورت وهي البلدة التي تشرف على تقاطع طرق اساسي يربط وسط الشيشان بمناطقها الجبلية في الجنوب. واعترفت القيادة الشيشانية، حسب وكالة "انترفاكس" الروسية، بأن وادي نهر ارغون الذي استخدمه المقاتلون الشيشان طريقاً اساسية لنقل الاسلحة والامدادات، قطعته القوات الروسية من الشمال والجنوب، خلال انزال جوي روسي في مواقع استراتيجية على الحدود بين الشيشان وجورجيا. وقال مومادي سعدايف رئيس "ادارة العمليات" في القيادة الشيشانية ان ثلاثة اقضية في جنوب الشيشان منها قضاء فيدينو حيث المعقل التقليدي لشامل باسايف وقادة متشددين آخرين، باتت معزولة عن المنطقة الوسطى للشيشان. وعلى صعيد آخر، رفض وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف معظم نقاط الاقتراحات التي عرضها كنوث فوليبيك رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بخصوص حل المشكلة الشيشانية. وقال قبيل عودته من برلين مساء الجمعة ان الاقتراحات "مقطوعة الصلة بالواقع". وأضاف ان أي وقف لاطلاق النار في هذا الوقت، سيمكن رجال العصابات من اطلاق النار على الجنود الروس من الخلف". وصرح اميري ياكوشكين السكرتير الصحافي للرئيس بوريس يلتسن بأن الرئيس الروسي يأمل في حل قضية شمال القوقاز قبل انتهاء ولايته في حزيران يونيو المقبل. ويتعارض هذا التصريح مع تأكيدات القادة العسكريين الروس ان عملية "مكافحة الارهاب" في الشيشان ستنتهي قبل شهر آذار مارس من العام المقبل.