} واجهت القوات الروسية والميليشيات الشيشانية المتعاونة معها مقاومة ضارية عند تقدمها في احياء العاصمة الشيشانية. وتوقعت مصادر ان تنتظر الجيش الروسي صعوبات اشد في جنوب الشيشان، فيما طلب الرئيس بوريس يلتسن من وزير خارجيته "عدم السماح بعزل روسيا دولياً، بسبب القضية الشيشانية". اذاعت وكالة "انترفاكس" امس الاثنين ان القوات الروسية والميليشيات المتعاونة معها بقيادة بيسلان غانتميروف، واجهت في الساعات ال 24 الاخيرة مقاومة ضارية "غير متوقعة وخاصة في منطقة آبار النفط القديمة" في المنطقة الشمالية الغربية من غروزني. وحاولت القوات الروسية شق طريقها الى وسط المدينة لمحاصرة المقاتلين الذين يقدر عددهم بالفين ويتمركزون في المنطقة الصناعية من غروزني في مواقع محصنة قادرة على الصمود في وجه القصف. وافادت صحيفة "سيغودنيا" الواسعة الاطلاع امس ان وزير شؤون الطوارئ الروسي سيرغي شويغو التقى السبت الماضي في انغوشيتا خوج احمد بريخانوف ممثل الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف وسلمه عرضاً الى الاخير تضمن "شروطاً لاستسلام مشرف". واقترح ان يدعو مسخادوف انصاره لالقاء السلاح في مقابل ضمان سلامتهم وفق بنود قانون العفو الذي اصدره البرلمان الروسي اخيراً. وفي رد غير مباشر على هذا العرض، صرح مسخادوف امس عبر التلفزيون الشيشاني الذي ما زال يبث برامجه بين حين وآخر، بان المقاتلين سيدافعون عن غروزني "حتى النهاية". كذلك قال اسلم بيك اسماعيل وهو احد القادة الميدانيين البارزين ان مقاتليه "ليسوا بحاجة الى ممرات للخروج لانهم قرروا ان يحاربوا حتى الرمق الاخير". والى ذلك صرح مالك سعد الله يف رئيس ما يسمى ب"مجلس الدولة الشيشاني" المتعاون مع موسكو ان "عملية تحرير غروزني" قد تستغرق عدة شهور. وقال في حديث الى وكالة "ايتار-تاس" الروسية الرسمية ان عدد المقاتلين الشيشان ربما يصل الى خمسة آلاف واقسموا على القرآن الا يخرجوا من غروزني. وشكك رسلان اوشيف رئيس انغوشيا في امكان استيلاء الروس على غروزني قبل حلول رأس السنة. وحذر من آفاق حرب العصابات في أعقاب سيطرة القوات الروسية على غروزني وسائر المناطق الشيشانية ، مشيرا الى امكان تكرار ما حدث عام 1996 عندما تسلل المقاتلون الشيشان الى غروزني المكتظة بالجنود الروس واخروجهم من المدينة. وجدد الرئيس الانغوشي انتقاده لرهان موسكو على "وجوه شيشانية مشبوهة وغير محترمة" من أمثال بيسلان غانتميروف بينما كانت الحكمة تقتضي الحوار والتعامل مع اصلان مسخادوف لجعله "حليفاً" لموسكو. وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر عسكرية روسية ان الطيران الروسي بدأ يستخدم قنابل ضخمة تصل زنتها الى نصف طن وهي قنابل ذات انفجار مكرر، وتلقى على تحصينات ومغارات يختبئ فيها المقاتلون في مناطق جبلية. وذكرت صحيفة "ازفيستيا" الروسية ان اقتحام هذه المناطق الشديدة الوعورة يشكل للقوات الروسية التي تفتقر الى عدد كاف من "وحدات الحرب الجبلية" مهمة أصعب من الزحف على غروزني، اذ توجد مناطق كاملة عبارة عن قلاع طبيعية شبيهة بوادي "بنجشير" الذي يتحصن به احمد شاه مسعود في افغانستان. وان كانت مساحتها أقل، فان من أصعب تلك المناطق من الناحية العسكرية وادي شاتوي ومنطقة نوماس يورت حيث تتشابك الوديان السحيقة والهضاب الضيقة مع القرى الحصينة المنتشرة فيها. واضافت الصحيفة ان الميليشيات المتعاونة مع الروس والمشكلة أساساً من ابناء مناطق السهل الشيشاني ستكون عاجزة عن دعم الوحدات الروسية لخوفها من القتال في المواقع التي لا تعرفها. العلاقات الخارجية ومن جهة أخرى، ابلغ يلتسن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان المهمة الاساسية لوزارته تنحصر في احباط محاولات عزل روسيا على الساحة الدولية تحت ذريعة الوضع في الشيشان. ودعا ايفانوف دول الغرب الى "عدم التحدث الى روسيا بلغة العقوبات" لأن هذه اللغة مرفوضة من قبلها. واستبعد الوزير الروسي دوراً لدول الغرب في تسوية القضية الشيشانية وذلك "لعدم حاجة روسيا الى الوساطة في هذا الموضوع".