} طغت الانباء المتداولة حول مجزرة ارتكبها الجنود الروس في قرية الخان - يورت الشيشانية على تطورات الحرب في الجمهورية القوقازية حيث سجلت محاولات للمقاومين لاختراق الخطوط الروسية. واكدت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ان في حوزتها شريط فيديو سجله احد الهواة يدل على تورط الجنود الروس في ارتكاب مجازر في حق المدنيين في الخان-يورت. نفت شخصيات رسمية روسية مجدداً انباء وروايات حول اعمال قتل المدنيين في قرية شيشانية في مطلع الشهر الجاري. ولم يجد المحققون الروس ادلة على ارتكاب جرائم جنائية فيها، رغم تأكيد مصادر شيشانية من موسكو ، ضلوع عسكريين روس في مجزرة، فيما سجلت محاولات اختراق المقاتلين الشيشان للمواقع الروسية ونفى الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف وجود خطط لانسحاب القوات الشيشانية نحو الجنوب. وصرح فلاديمير اوستينوف القائم بأعمال رئيس النيابة العامة الروسية أمس الجمعة ان فريقاً من محققيها الذين أوفدوا الى قرية الخان يورت الواقعة جنوبي غروزني "لم يعثر على أدلة تثبت وقوع أعمال اجرامية على يد عسكريين". ومن جانبه صرح المكتب الصحافي لوزارة الدفاع الروسية بان تصرف الوحدات الروسية خلال عملية تحرير الخان يورت لم يخرج عن نطاق القانون. وأشار المكتب في بيانه ان الوحدات الروسية صدقت تأكيدات سكان القرية حول عدم وجود "العصابات" فيما تعرضت لدى دخولها القرية في 29/11/99 لاطلاق النار المكثف من قبل حوالى 150 من "الارهابيين" وتكبدت خسائر كبيرة مما اضطرها لاحقا لاستخدام الأسلحة الثقيلة الأمر الذي أسفر عن تدمير جزء من المنازل في الخان يورت. وحول الموضوع نفسه، قال يوري باكوفليف نائب رئيس النيابة العسكرية ان الوحدات الروسية دخلت القرية دون ان تتوصل الى اتفاق مع رئيس الادارة المحلية فيها وان التحقيق في ما حدث في القرية ما زال مستمرا. وعلى صعيد اخر، صرح مالك سعد الله يف رئيس ما يسمى "مجلس الدولة الشيشاني" الموالي لموسكو ان ضابطين كبيرين و15 من العسكريين الروس "المتعاقدين" تم اعتقالهم لعلاقتهم بأعمال قتل المدنيين في الخان يورت. ونفى كل من فلاديمير بوتين رئيس الوزراء ايغور سيرغييف وزير الدفاع نبأ اعفاء الجنرال فلاديمير شامانوف قائد المحور الغربي للقوات الروسية في شمال القوقاز الذي دخلت الوحدات التابعة لقيادة قرية الخان يورت، عن مهامه ولفترة التحقيقات. وقالت مصادر عسكرية روسية ان شامانوف الذي يعتبر من أكثر القادة العسكريين في القوقاز شعبية في روسيا و"محبوب الجنود" قد يصل اليوم السبت الى موسكو لتسلم وسام "بطل روسيا". وعلى الصعيد الميداني، قال فيكتور كازانتسييف قائد القوات الروسية في شمال القوقاز ان "عملية تحرير غروزني" ستنتهي خلال أيام قليلة وان كثيراً من المقاتلين الشيشان في العاصمة الشيشانية يحاولون الاتصال بالقادة العسكريين الروس لبحث شروط القائهم السلاح. وأفادت وكالة "انترفاكس" الروسية ان القوات الفيديرالية قد صدت ثلاث محاولات قام بها المقاتلون لاختراق المواقع الروسية عند مداخل وأدي نهر ارغون باتجاه الحدود الجورجية. وأضافت ان مجموعات منهم تسعى للانسحاب من غروزني مستخدمة شتى الطرق بما فيه شبكات المجاري. إلا أن الزعيم الشيشاني اصلان مسخادوف نفى انباء تناقلتها وسائل الاعلام الغربية حول خطط القيادة الشيشانية لترك غروزني وكل المنطقة الوسطى من الشيشان والانتقال الى معاقل جبلية. وقال في حديث الى وكالة "انترفاكس" ان التشكيلات الشيشانية في غروزني "متماسكة" وتعمل بموجب "خطة واضحة للدفاع عن المدينة". وانتقد مسخادوف موقف القيادة الروسية لرفضها" مقترحات شيشانية عديدة للتسوية السياسية للوضع في الشيشان. وفي موسكو، صرح أحمد قادر مفتي الشيشان المناوئ حالياً لاصلان مسخادوف ان السلطات الفيديرالية تراهن عليه لقيادة الشيشان في الفترة الانتقالية وبعد اتمام العملية العسكرية. وأضاف أثناء مؤتمر صحافي بعد لقائه الكسندر فولوشين رئيس الديوان الرئاسي في الكرملين، انه ما زال يصر على استقلال الشيشان ضمن معاهدة خاصة مع روسيا تمنح الشيشان "وضعاً مميزاً". الى ذلك، قدمت وزارة الخارجية الروسية "احتجاجاً حازماً لسفارة بريطانيا في موسكو على الاستقبال الرسمي الذي لقيه اخياد ايديغوف مبعوث القيادة الشيشانية. ووصفت تصرف السلطات البريطانية بهذا الخصوص بانه "محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية الروسية". وجاء بيان اصدرته ادارة الاعلام والصحافة لدى الخارجية الروسية ان "مثل هذه الأعمال لا يمكن إلا أن يؤثر على العلاقات الثنائية بين روسياوبريطانيا". وفي الوقت حذرت موسكو الصحافيين الاجانب من التسلل الى الشيشان، مؤكدة انها ستتعامل بحزم مع مثل هذه التجاوزات. ادلة على مجزرة واكدت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي امس ان في حوزتها شريط فيديو سجله احد الهواة يدل على تورط الجنود الروس في ارتكاب مجازر في حق المدنيين في قرية الخان-يورت القريبة من غروزني مطلع الشهر الجاري . وافاد تقرير نشرته الاذاعة البريطانية على موقعها في شبكة "انترنت" ان هذا الشريط يظهر ممثل الحكومة الروسية في الشيشان نيكولاي كوشمان وهو يزور القرية و"يوجه لوماً شديدا الى ضباط الجيش". وقالت الشبكة ان كوشمان قال لضابط رفيع "ستتحملون مسؤولية هذا العمل". واضاف: "لم ار قط في حياتي شيئا مثل هذا". واعتبرت "بي بي سي" ان الوثيقة "تؤكد الاتهامات"بارتكاب جنود روس مجزرة في حق 42 شخصا من سكان مدينة الخان-يورت بعد السيطرة عليها مطلع الشهر الجاري. ويظهر الشريط ايضا قرويين يقدمون الى كوشمان وثائق تحتوي على لائحة القتلى والظروف التي قتلوا فيها. وقال ممثل الحكومة الروسية آنذاك وهو يعطي الوثائق الى الضابط الروسي: "هناك شهود". واضاف تقرير "بي بي سي" انه يمكن ايضا تبين الجنود الروس وهم يضعون في سياراتهم ممتلكات السكان المسروقة مثل اجهزة فيديو وسجادات واوان. وكان احد الجنود الذين لم يتعرفوا على كوشمان يسير في القرية ويصرخ بالشيشان: "اننا سنقتلكم". فالتفت احد الجنرالات حينها الى الجندي لينهره وقال: "الا تعرفون انه نائب رئيس وزراء روسي؟ كيف تتجرأون على التصرف بهذا الشكل؟". ثم امره بالتوجه الى مقر القيادة لاستجوابه. وقال مالك زايدولاييف "رئيس الحكومة الشيشانية في المنفى" الموالية لموسكو إنه تم اعتقال ثمانية عشر ضابطا وجنديا روسيا يشتبه في أن لهم علاقة بالمجزرة. ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن زايدولاييف قوله أن المعتقلين متهمون بقتل المدنيين في ألخان-يورت والقيام بأعمال سلب. وأضافت "إنترفاكس" أن القيادة الروسية ترفض التعليق على الموضوع.