أكدت القيادة العسكرية الشيشانية أنها أرغمت القوات الروسية على التراجع الى أطراف غروزني، فيما ذكر وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف أن "اللحظة المنعطف تقترب"، وتوقع قرب انتهاء المعارك للسيطرة على العاصمة الشيشانية والمناطق الجبلية. وأفادت قيادة حرس الحدود الروس في ستافروبول أن الشيشان هاجموا عناصرها على الحدود الجبلية مع جورجيا في وقت مبكر من صباح امس. ويقود الشيشان عملياتهم في ضفاف نهر أرغون، اذ يمثل وادي أرغون طريقاً رئيسياً لامداداتهم الى غروزني. وفي الوقت نفسه، صرح ممثل الحكومة الروسية في الشيشان نيكولاي كوشمان بأن موسكو تقدر بنحو 12 بليون روبل 421 مليون دولار كلفة اصلاح المناطق "المحررة" في الشيشان، موضحاً ان هذا الرقم لا يشمل العاصمة غروزني ولا المناطق الجبلية في الجنوب. وذكر قائد القوات الشيشانية في غروزني أصلان بك اسماعيلوف ان الوحدات الروسية "تقهقرت" على محاور عدة، وارغمت على "العودة إلى مواقع انطلقت منها في بداية الهجوم". وقال في سخرية واضحة إن القيادات الروسية "تسرعت" في إعلان استيلائها على ساحة "مينوتكا" والمدينة العسكرية وبلدة ميتشورين وغيرها من المواقع في غروزني. وكانت وزارة الدفاع أصدرت بيانات أعلنت فيها أن السيطرة على ميتشورين تعني الوصول إلى وسط العاصمة والهيمنة على الطرق الرئيسية التي تربط بين غروزني ومدينتي شاتوي في الجنوب وارغون في الجنوب الشرقي. وأوضح المارشال سيرغييف ان قواته تسعى لانجاز مهمتين مترابطتين تتمثلان في "إبادة المقاتلين" في غروزني والمناطق الجبلية الجنوبية. ورغم تعتيم الإعلام الروسي، تسربت أمس أنباء عن معارك ضارية في وادي ارغون بهدف فتح ممر يربط هذه المنطقة بغروزني ويؤمن ايصال الامدادات والمؤونة إلى المقاتلين المدافعين عن المدينة. وقدر النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة فاليري مانيلوف عدد المسلحين داخل غروزني بثلاثة آلاف. وذكر أنهم "الأفضل تدريباً وخبرة"، علماً أنه كان قبل فترة وجيزة ذكر أنه لم يبق في المدينة سوى بضع مئات من الصبيان و"المتعصبين". ونفى ماتيلوف ما أعلنه الوفد الشيشاني في برلمان ستراسبورغ عن مصرع زهاء عشرة آلاف مدني. وقال إن "صفراً يجب أن يحذف"، وأضاف في موقع آخر ان الرقم "في حدود بضع مئات". ودافع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف في ستراسبورغ عن العملية العسكرية في الشيشان. وقال امام ممثلي منظمات حقوق الانسان في التجمع البرلماني للمجلس الاوروبي ان بلاده "تحارب الارهاب الدولي في الشيشان حيث كان القانون والنظام غائبين قبل ان تقوم موسكو بحملتها"، وأصبحت المغالطات الصفة المميزة للقيادة الروسية التي اكدت اكثر من مرة ان الحرب الشيشانية جاءت رداً على دخول مسلحين شيشانيين إلى أراضي داغستان في آب اغسطس الماضي. إلا أن سيرغي ستيباشين رئيس الحكومة ووزير الداخلية سابقاً، قال إن التحضير للعملية كان بدأ في آذار مارس الماضي. وأكد ان المخططات التي وضعت كانت تقضي بالوصول إلى نهر تيريك، أي احتلال شمال الشيشان، وانشاء مناطق "آمنة" هناك واتخاذها منطلقاً لضرب معسكرات "الارهابيين".