أكدت مصادر باكستانية مطلعة ل"الحياة" أمس ان منظمة المؤتمر الإسلامي وجهت دعوة الى الأطراف الأفغانية المتناحرة في افغانستان لحضور مؤتمر في جدة في السادس من الشهر المقبل من أجل تسوية الأزمة الافغانية. وكان وفد من المنظمة برئاسة نائب وزير الخارجية الايراني جواد ظريف اختتم زيارة له الى المنطقة، شملت باكستان وطاجيكستان وأوزبكستان والتقى قادة الفصائل الافغانية المتناحرة. ولم يصدر أي تعليق على الدعوة من قبل الأحزاب الافغانية المعنية بالأمر إلا أن المراقبين يستبعدون أن تتنازل "طالبان" عن اشتراطها قبول المعارضة النظام الذي قدمته وينص على القبول بزعيمها محمد عمر "أميراً للمؤمنين"، الأمر الذي يصعب على المعارضة القبول به. وعلمت "الحياة" ان وفد منظمة المؤتمر الاسلامي توجه أمس الى نيويورك من أجل اطلاع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان على المباحثات التي أجراها مع الفصائل الافغانية والدول المجاورة لافغانستان. ورأى مراقبون ان التغير الخفيف الذي طرأ على السياسة الباكستانية إزاء افغانستان ربما يساعد على تليين مواقف "طالبان" المدعومة باكستانياً، إذ سمحت باكستان مؤخراً لباحثين سياسيين ومعارضين للحركة وسياستها في افغانستان بمحاضرات في معهد الدراسات الاستراتيجية الحكومي الأمر الذي رأت فيه المصادر المراقبة تغيراً في الموقف الباكستاني الذي لم يكن يسمح بمعارضين لها بالحديث من خلال منابرها الرسمية. ويأتي سماح باكستان بفتح مكتب لأطراف قبائلية افغانية جاهرت بمواقفها ضد الحركة وتسعى الى الاطاحة بها عملياً، ليؤشر الى ممارسة ضغط باكستاني على الحركة أملاً في أن يجد ذلك قبولاً لدى الأوساط الدولية التي تمارس ضغوطاً على باكستان بسبب قضايا عدة، بينها سياستها إزاء افغانستان ودعمها لحركة "طالبان".