يلتقي صباح اليوم الأحد ممثلو الفصائل الافغانية المتناحرة في اسلام آباد تحت رعاية منظمتي الأممالمتحدة والمؤتمر الاسلامي، بعدما تعثر عقد اللقاء صباح امس، لتأخر وصول وفد طالبان بسبب خلاف على بنود الاجتماع، وتعتقد المصادر الافغانية ان الاجتماع لن يسفر عن نتيجة في ظل الاحتقان وتجدد المعارك بين الطرفين شمال العاصمة الافغانية كابول امس، اذ افادت مصادر المعارضة الافغانية ان قوات طالبان شنت هجمات على مواقع المعارضة في حسين كوت ووادي تجاب الاستراتيجي، الى الشمال الشرقي من كابول، وادعت مصادر المعارضة انها تصدت للهجومين وأرغمت المهاجمين على التراجع الى مواقعهم السابقة، الى جانب خسارة 100 مقاتل من طالبان بين قتيل وجريح وأسير. ونقلت وكالة "سهار للأنباء" وهي وكالة افغانية مستقلة جديدة، عن مصادر في التحالف المعارض ان اجتماعاً للقادة الميدانيين المناهضين لطالبان من الولاياتالشرقية البشتونية عقدوا اجتماعاً امس في جبل السراج، معقل احمد شاه مسعود، تحت قيادة الحاجي عبدالقدير خان، حاكم الولاياتالشرقية الافغانية سابقاً، من اجل تنسيق المواقف بينهم لمواجهة الوضع الجديد في هذه الولايات الخاضعة لسيطرة طالبان. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الباكستانية امس في مؤتمر صحافي ان الاجتماع بين قادة الفصائل الافغانية سيعقد صباح الأحد في مقر الضيافة في اقليم البنجاب. ويضم وفد التحالف المناهض للحركة تسعة اشخاص: اثنان عن الرئاسة الافغانية المخلوعة، بزعامة الرئيس برهان الدين رباني، وإثنان عن حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران، بزعامة عبدالكريم خليلي، وآخران عن الميليشيات الاوزبكية، بزعامة الجنرال عبدالرشيد دوستم، وواحد عن كل من حزب الوحدة جناح اكبري وآخر للحركة الاسلامية بزعامة آصف محسني والحاجي عبدالقدير خان. اما طالبان فيضم وفدها خمسة اشخاص يرأسهم الملا وكيل احمد متوكل سكرتير زعيم الحركة الملا محمد عمر. ومن المقرر ان تعد اللجنة التحضيرية هذه لاجتماع لجنة العلماء من الجانبين التي ستلتئم في وقت لاحق من اجل حل الخلافات الناشبة بين الطرفين. وكان المبعوث الاميركي الخاص سفير الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة بيل ريتشاردسون نجح قبل عشرة أيام في نيل موافقة طالبان والمعارضة المسلحة على التزام هدنة وبدء مفاوضات سلام قبل 27 نيسان ابريل. وتم التوصل الى هذا الاتفاق بعد لقاءين منفصلين عقدهما وفد ريتشاردسون، اولاً مع طالبان في كابول، ثم مع المعارضة في شيبرغان، معقلها شمال افغانستان. وكانت حركة طالبان التي تسيطر على ثلثي البلاد فرضت تطبيقاً متشدداً للشريعة. وظهرت على الساحة الافغانية في اواخر 1994 وانتهت الى فرض دولة اسلامية وطرد الفصائل المتناحرة على السلطة منذ سقوط نظام نجيب الله الشيوعي في 1992. اما معارضوها فهم المجاهدون السابقون ضد الجيش السوفياتي الذين اجبروه على الجلاء عن البلاد في 1989.