ذكرت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية امس ان ضباطاً اسرائيليين سيلتقون في وقت لاحق مسؤولين في "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لاسرائيل، لإطلاعهم على خطة الانسحاب من جنوبلبنان التي أعدّتها رئاسة الأركان الاسرائيلية والبحث في الترتيبات الملائمة لذلك. ونقلت عن مصادر امنية اسرائيلية "ان خطة الانسحاب من لبنان تتطلب مصادرة أراضٍ على الحدود اللبنانية لإقامة سياج حدودي ومواقع عسكرية"، مشيرة الى "ان خرائط إعادة الانتشار جاهزة وستنشر خلال الايام القليلة المقبلة". وقالت "ان اصحاب الأراضي التي ستتم مصادرتها سيحصلون على تعويضات". وفي المقابل، أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "ان مصادرة العدو أراضي سواء أكانت واسعة أم محدودة، وسواء اتخذت طابع الإحتلال المعلن أم طابع المواقع وأعطيت عناوين الضرورة الاسرائيلية، هي مسألة مرفوضة تماماً وتعتبر احتلالاً للأرض ولا يمكن ان نقبلها على الاطلاق". وأكد رفض الحزب "بدعة التعويضات لأصحاب الأراضي عن اراضيهم المصادرة، فلا يوجد اي شخص عندنا مستعد لأن يبيع أرضه وأهله، فالأرض تعتبر على المستوى العالمي والدولي من المقدسات بالنسبة الى أبنائها وأصحابها، وعليه فهذه المسألة غير خاضعة للمساومة". وأكد المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" الحاج حسين الخليل أن "لا مناص امام العدو إلا الرجوع الى تفاهم نيسان ابريل والثبات عند مضامين نصوصه"، مؤكداً "ان للمقاومة الحق في أن تقتل ضباط الاحتلال الصهيوني وجنوده". وأضاف، في حوار في كلية الآداب، "سواء عاد العدو الى تفاهم نيسان أم لم يعد، فالمقاومة موجودة قبله وأثناءه وبعده، وقد حوّلت مارد الأمس قزماً حقيراً يستجدي وقف إطلاق النار في الجنوب ويتنقل في أزقة الدنيا يستحث الوساطات الدولية". وعن احتمال قيام اسرائيل بعدوان جديد على لبنان، قال "ان العدو قد يرتكب حماقات ويفتح المعركة ساعة يشاء لكن بالتأكيد لا يستطيع ان ينهيها ساعة يريد وبالأهداف التي يصبو إليها". ودعا وزير خارجية إسرائيل ديفيد ليفي الذي يكرر تهديداته للبنان الى "ان ينظر ماذا حلّ بأسلافه". وطمأن رداً على أسئلة الطلاب الى مستقبل المقاومة بعد الانسحاب الاسرائيلي، مؤكداً "انها متجذرة في كل قرية ومدينة ولا يستطيع أحد ان يقتلعها لأنها شجرة قاسية في أرض صلبة، ظلالها على كل لبنان وجذورها تحت كل الأرض اللبنانية"، ومشدداً على "ان من أراد ان يقتلع المقاومة اليوم أو غداً عليه ان يقلع كل لبنان". ووصف مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق حكومة إيهود باراك بأنها "حكومة مصّاصي الدماء وإرهابية متوحشة كشفت وجهها الحقيقي في الرغبة في قتل الأطفال وحرق لبنان". وقال "ان اسرائيل تدرك جيداً ان التهديد باستهداف المدنيين والبنى التحتية لن يوقف المقاومة ولن يوفر الحماية للمستوطنين، وأن المقاومة لن تسمح بتغيير أي قاعدة من قواعد المعادلة والمواجهة القائمة مع العدو، ولن تسمح بتعديل تفاهم نيسان"، مؤكداً "انها مستمرة بكل انواع عملياتها حتى تفرض على العدو الهزيمة المذلة والانسحاب". وأكد "ان المقاومة ستستمر في عملياتها وحربها المفتوحة ومعركتها المتواصلة، ولن تسترخي امام العدو، ولن تفوّت اي فرصة للنيل من جنوده الذين سيبقون هدفاً سهلاً لها على مدار الساعة والأيام ولن تحميهم التهديدات ولا كل العمليات الإجرامية". وفي الوضع الميداني، قصفت قوات الإحتلال الاسرائيلي امس مرتفعات اقليم التفاح بقذائف من عيار 155 ملم. وأعلنت المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" انها هاجمت الدشمة الجنوبية لموقع المحيسبات اثناء وجود عدد من عناصر "الجنوبي" داخلها، وموقع الطيبة بالأسلحة الصاروخية، مؤكدة تحقيق إصابات. وأفادت "السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلال الاسرائيلي" انها هاجمت صباح امس موقع بلاط الذي تتمركز فيه قوة اسرائيلية بالقذائف الصاروخية، وتحدثت عن تحقيق اصابات مباشرة. وأبعدت قوات الاحتلال امس المواطن نديم خفاجة 40 عاماً من بلدته عين قنيا قضاء حاصبيا وأبقت عائلته داخل المنطقة المحتلة، بحجة تورطه في تفجير عبوة ناسفة بدورية ل"الجنوبي" الاسبوع الماضي على طريق موقع عين قنيا حيث اصيب عنصر منها بجروح.