واجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تهماً بالتدخل في سير عملية الاقتراع داخل حزب العمال لاختيار مرشح الحزب لمنصب رئيس بلدية لندن. وجاء ذلك في وقت تخوفت الاوساط العمالية من انقسام داخل الحزب الذي يحتفل هذا الاسبوع بالذكرى المئوية لتأسيسه، نتيجة انقسام اعضائه بين مؤيدين للمرشح الفائز في الاقتراع فرانك دوبسون وآخرين موالين للسياسي المثير للجدل كين ليفينغستون. وتركز اهتمام وسائل الاعلام والصحافة في بريطانيا امس الاثنين، على الصراع الخفي على رئاسة بلدية لندن، بين وزير الصحة السابق فانك دوبسون الذي فاز بترشيح الحزب للمنصب والرئيس السابق لبلدية لندن الكبرى كين ليفينغستون الذي تعهد المضي قدماً في الانتخابات كمرشح مستقل بعد خسارته ترشيح الحزب للمنصب. وواجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تهماً بالانحياز الى جانب دوبسون والضغط على ناخبي الحزب لاختيار الاخير مرشحاً في الانتخابات الداخلية التي جرت الاربعاء الماضي واعلنت نتائجها مساء اول من امس. وفاز دوبسون بنسبة 51.53 من الاصوات في مقابل 48.47 لمنافسه ليفينغستون، ما عزز المخاوف من انقسام اصوات الناخبين العماليين في الانتخابات لاختيار رئيس بلدية للعاصمة البريطانية في أيار مايو المقبل، خصوصاً وان ليفينغستون تعهد خوضها كمرشح مستقل. وابدى عدد كبير من رموز حزب العمال مخاوفهم من ان يعزز الانقسام في حزبهم فرص مرشح حزب المحافظين المعارض ستيفن نوريس او مرشحة حزب الديموقراطيين الاحرار سوزان كريمر. وتردد امس، ان ليفينغستون يحظى بتأييد القاعدة النقابية داخل حزب العمال، فيما وجهت اليه قيادة الحزب تحذيراً من مغبة المضي في ترشيح نفسه، تحت طائلة طرده من الحزب وحرمانه من مقعده في مجلس العموم. لكن ليفينغستون اكتسب شهرته بعناده، هو الذي دخل في مواجهة مفتوحة مع رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر وراح يتصرف كرئيس لحكومة العاصمة عندما كان يرأس بلدية لندن الكبرى، ما دفع الاخيرة الى حلّ البلدية بكاملها وتوزيع صلاحياتها على بلديات المناطق داخل المدينة، للتخلص منه. ولا يستهان بنفوذ ليفينغستون وسط القواعد اليسارية المتشددة داخل الحزب، نتيجة ولائه للافكار العمالية التقليدية وهو الولاء الذي استحق بسببه لقب "ريد كين" كين الاحمر. واجمع مراقبون على ان الازمة التي تهدد الحزب هي الاخطر منذ الثمانينات. وهي تأتي في وقت يسعى رئيس الوزراء جاهداً لتلميع صورة الحزب وعينه على الانتخابات العامة المقبلة. واتهمت قيادة "العمال" ليفينغستون بأنه أخل بتعهده بشأن قبول نتائج الاقتراع، لكن انصار الأخير قالوا ان التعهد سقط بتدخل بلير في سير العملية.