بلاكبول انكبترا - رويترز - هذا الرجل يمثل ظاهرة. انه يجعلنا نصفق للمسائل التي طالما عارضناها تماماً. يلخص هذا التعليق الذي ادلى به موفد الى المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم في بريطانيا معضلة قيادة رئيس الوزراء توني بلير. فبعد مرور نحو عام ونصف العام على فوزه الساحق في الانتخابات العامة يبدو بلير اقدر على الاتصال بجماهير الناخبين منه على الاتصال بأعضاء حزبه الساخطين الذين يعقدون اجتماعهم السنوي. ورحب المؤتمر بحماس ببلير. لكن الكثير من المشاركين شككوا بالاتجاه الذي يقودهم اليه زعيمهم. وتتناقض آراء اعضاء الحزب بشأن رؤية بلير "حزب العمال الجديد" الذي يميل اكثر الى تيار الوسط وينفيها هو شخصياً. وأبلغ بلير محطة تلفزيون "سكاي نيوز" ان "المؤتمر اظهر ان الحزب بكامله اصبح حزب عمال جديداً بالفعل". واستقبل نائبه جون بريسكوت وعدد من وزرائه بحماس بسبب مهاجماتهم التقليدية لأرباب الصناعات التي تم تخصيصها وللمعارضة المحافظة. اما بلير فاستقبل بحماس لتحديه المتشددين داخل الحزب، وطلب من انصاره قبول منطق الاسواق الحرة والمنافسة والاقتصاد العالمي. ووجد المتشددون من اعضاء الحزب في حديث بلير انتقادات لكل مقدساتهم السابقة، اذ هاجم المدرسين متوسطي المستوى، ومدارس الدولة الفقيرة والمستشفيات الحكومية المهملة، ونظام الرعاية الاجتماعية المتداعي. ورفض بلير دعوات الى تغيير السياسة الاقتصادية وحض النواب على الدفاع عن الحكومة بدلاً من الشكوى. وتجاهل بلير حقيقة ان الحزب اصبح اكثر اضطراباً بعد اربعة اعوام من قيادته له. فقد انتهى اقتراع للحزب على ستة مقاعد في اللجنة التنفيذية له بأن ذهبت اربعة مقاعد منها الى منشقين يساريين. وأشاد اليساري كين ليفينغستون بهذه النتيجة باعتبارها صفعة في وجه مديري "حزب العمال الجديد" الذي يتحدث عنه بلير وهو مجموعة من الشباب