} أرجأت الحكومة السودانية بصورة مفاجئة أمس زيارة كان يعتزم نائب الرئيس علي عثمان محمد طه القيام بها لأسمرا لاحتواء التوتر الحدودي بين البلدين. وجدد الرئيس عمر البشير اتهامه اريتريا بدعم المعارضة التي تحشد قواتها قبالة حدود البلاد الشرقية، مشككاً في التزام زعيم التجمع الوطني المعارض محمد عثمان الميرغني لوعوده. حمل الرئيس السوداني عمر البشير بعنف أمس على اريتريا وزعيم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض السيد محمد عثمان الميرغني. وكانت الصحف السودانية منعت من نشر اتهامات البشير لاريتريا قبل ثلاثة أيام بأنها تحشد قوات قبالة حدود البلاد الشرقية. وقال البشير في مؤتمر صحافي أمس طرح فيه برنامجه للانتخابات الرئاسية المقررة الاثنين المقبل، إن الحكومة لا تستطيع أن تنتظر إلى ما لا نهاية، المعارضة التي تقاطع هذه الانتخابات، أو ان "تنتظر وفاقاً لا يعرف متى يُتفق عليه". وأوضح الرئيس السوداني أنه يفضل التوصل إلى برنامج وطني مع المعارضين على المشاركة في السلطة، وعزا ذلك إلى فشل الحكومات الائتلافية في فترة الديموقراطية الثالثة في البلاد التي امتدت من العام 1986 إلى 1989، مشيراً إلى أن حوار الحزب الحاكم مع حزب الأمة "مفتوح ويراوح بين الاتفاق على برنامج مشترك إلى المشاركة في الحكم". من جهة أخرى، جدد البشير اتهام اريتريا بمساندة المعارضة في حشد قواتها على حدود البلاد الشرقية، وتهديد أمنها. وبرر تأجيل زيارة نائبه علي عثمان محمد طه لأسمرا بالحرص على المزيد من التشاور والاعداد. وذكر ان علاقات الخرطوم مع اثيوبيا "ليست على حساب اريتريا". وانتقد البشير زعيم التجمع المعارض محمد عثمان الميرغني، وقال إن الحكومة "غير مطمئنة إلى أن الاتفاق معه سيكون ملزماً للتجمع"، مشيراً إلى أن الميرغني "نفى علمه باستيلاء المعارضة على همشكوريب قبل سبعة أشهر، ثم هجومها على كسلا أخيراً". وزاد ان "الميرغني يردد أنه مفوض من التجمع. نريد ان نطمئن إلى أن أي اتفاق معه سيكون نافذاً".