أعلن حزب "المؤتمر الوطني الشعبي" المنشق عن "حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان رسمياً مقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والاستفتاء على تعديلات الدستور. وذكر أن هناك اتصالات يجريها مع زعيم المتمردين الجنوبيين جون قرنق. وكشف ان الرئيس الاريتري أمر قوات المعارضة السودانية بالانسحاب من بلدة همشكوريب فدخلها الجيش السوداني أول من أمس. أعلن الدكتور حسن الترابي الأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي" ان هيئة شورى "المؤتمر الشعبي" اتخذت قراراً بمقاطعة الانتخابات الرئاسية والنيابية المزمعة في السودان لأنها "مجرد تدابير لا تستند الى أي أساس من الحريات الاساسية والدستورية اللازمة ... مع عدم مراعاة شروط المساواة الدستورية بين الناخبين والمرشحين". واتهم الترابي المرشح الحكومي للرئاسة الرئيس عمر البشير بأنه ينفق الملايين من الخزينة العامة للدولة كدعاية مباشرة لحملته الانتخابية، كما اتهم الحكومة باجبار المؤسسات والشركات العامة والخاصة على التبرع لهذه الحملة، مضيفاً ان العمل الحكومي "مسخر" لتزوير الانتخابات. ووزع الترابي قائمة ب68 اسماً من عناصر حزبه اعتقلتهم السلطات في مختلف انحاء السودان، واتهم الحكومة بقطع خطوط الهاتف عن كل قيادات حزبه، مشيراً إلى استمرار الحملة ضد أنصاره، لا سيما أي تجمع خاص بهم. وكشف الترابي أنه يجري اتصالات وحواراً مع زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان العقيد جون قرنق، مشيراً إلى أنه ليس انفصالي النزعة وان الحديث معه ليس صعباً، من دون ان يخوض في التفاصيل. وعن الاتصالات التي جرت بينه وقيادات حزب الأمة خلال الأيام الماضية وما إذا كان هدفها تشكيل جبهة معارضة قال الترابي: "إن حزب الأمة كان خلال لقاءاته مع الحكومة يصوب على مسألة كراسي الحكم، ولم ينهِ اتصالاته بالحكومة بعد ولم ينته معنا على برنامج محدد حتى الآن". وعن الوساطة التي يقوم بها الرئيس الاريتري أساياس أفورقي بين الحكومة والتجمع المعارض والتي أسفر عنها اللقاء الذي جرى أخيراً بين الرئيس عمر البشير وزعيم التجمع محمد عثمان الميرغني قال الترابي: "كان الأولى أن يرتب أهل البيت أمورهم بأنفسهم لكنهم استجاروا بالجار الصغير اريتريا فتولى أفورقي اغلاق إذاعة المعارضة السودانية في بلاده وأمر قوات المعارضة أن تنسحب من بلدة همشكوريب السودانية القريبة من الحدود مع اريتريا ففعلت ذلك ودخلها الجيش السوداني". وكان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني أعلن الليلة قبل الماضية استعادة مدينة همشكوريب التي ظلت تحت سيطرة المتمردين منذ مطلع العام الماضي. وقال الجيش السوداني إن الجيش الشعبي لتحرير السودان تكبد خسائر فادحة خلال القتال، ولكنه لم يقدم أية تفاصيل. وقال البيان إن القوات المسلحة ما زالت تتعقب فلول قوات الجيش الشعبي الفارة وان المعركة لتحرير همشكوريب بدأت في الخامس من تشرين الأول اكتوبر الحالي عندما سقطت مدينة رساي في أيدي القوات الحكومية. وكان ياسر عرمان، مساعد أمين سر الإعلام في "التجمع الوطني الديموقراطي"، أعلن أول من أمس أن قوات "التجمع" قررت الجمعة الانسحاب من مدينة همشكوريب وذلك لحماية السكان المدنيين من عمليات قصف القوات الحكومية.