انتزع الهلال السعودي تعادلاً صعباً من شيميزو بولسه الياباني 1-1 على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض امام 60 ألف متفرج في اياب الكأس السوبر الآسيوية، لكنه كان كافياً ليحصد اللقب للمرة الثانية بعد عام 1997. وكان الهلال فاز ذهاباً في طوكيو 2-1. وضرب الهلال اكثر من عصفور في المناسبة، اذ فاز بالكأس القارية وسجل نفسه اول فريق آسيوي يحقق اللقب مرتين، وثأر لخسارة السعوديين من اليابانيين في نهائي كأس أمم آسيا ال12 في لبنان، وحقق الانجاز الأهم الذي تمثل بتأهله لنهائيات كأس العالم للأندية المقررة في اسبانيا خلال الصيف المقبل، الى جانب مانشستر يونايتد الانكليزي وريال مدريد الاسباني وبوكا جونيورز الارجنتيني والزمالك المصري وديبورتيفو كورونيا الاسباني وجوبيليو ايواتا الياباني. مباراة "مميتة" وتجرع الهلاليون العلقم قبل ملامسة الكأس الذهبية، ولعبوا مباراة وصفها احد انصار الهلال ب"المميتة" معللاً "لا أظن أن الهلاليين نعموا بليلة هادئة على الاطلاق طوال دقائق المباراة، حبس اليابانيون الدم طويلاً في عروقنا، لم اشاهد الهلال يلعب بهذه الصورة المزعجة من قبل، يبدو ان للضغط الذي عاشه اللاعبون طوال اسبوع بعد مباراة الذهاب، اثر عليهم كثيراً". وقابل الهلال فريقاً "انتحارياً" على طريقة هجمات اليابانيين ابان الحرب العالمية الثانية "الكاميكازي" ولم يكن امامه شيء ليخسره، وتوارى "الهلال" داخل الملعب كثيراً على رغم اكتمال البدر في السماء، ليلة نصف الشهر، الا ان السحب التي حجبت ابداعات الهلاليين انقشعت بتسجيل عمر الغامدي هدف التعادل الذي كان كافياً لفوز الهلال بالكأس. هجوم باكر ومنذ ان اطلق حكم المباراة الصيني لي جوان، بدأ فريق شيميزو الهجوم بواسطة البرازيلي اليكس ورأس الحربة ياسو ناجاوا، بغية تسجيل هدف باكر للتأثير على نفسيات الهلاليين. وحصل الضيوف على ركلة ركنية لم تسفر عن شيء، وكاد الكاتو يفتتح التسجيل للهلال بهدف يطمئن انصار الازرق كثيراً، بعدما مرر الدوخي كرة متقنة تعدت مدافعي شيميزو وحارسهم الى رأس الكاتو، الا انه لم يحسن التعامل معها وسددها في الخارج 2. وبعد هذا التهديد ضرب لاعبو شيميزو حصاراً على انطلاقات الدوخي وضغطوا عليه بأكثر من لاعب، لكنه ظل يحاول فك هذا الحصار الا ان كثيراً من محاولاته لم يكتب لها النجاح. وابطل اليابانيون انطلاقات الدوخي وهاجموا من الخاصرة اليسرى للهلال عن طريق النزهان الذي بقي وحيداً، ولم يجد مساندة دفاعية من الشلهوب في مواجة توشيدا وايشيكاوا. وشهد ربع الساعة الاول من المباراة اندفاعاً يابانياً في مواجهة حذر هلالي شديد، وكثّف بالاتشي التواجد في الوسط لتأمين منطقة المناورة وبرز عمر الغامدي باداء الادوار الدفاعية كثيراً في الوقت الذي غاب فيصل ابو اثنين، ويبدو ان الاصابة اثرت سلباً على ادائه، بينما فرض البرازيلي سانتوس رقابة محكمة على نواف التمياط الامر الذي عطّل قدرات الاخير في الشوط الاول، وواصل الشلهوب تقديم عروضه المتواضعة. ونتج عن الضغط الياباني تسجيل هدف السبق بعدما مرر اليكس كرة عالية على رأس ياسونجاوا فسددها وصدّها الدعيع ببراعة، لترتد الى ايشيكاوا الجناح المتقدم غير المراقب من النزهان والشلهوب فسجل الهدف الاول 30. وزاد هذا الهدف من حماسة اليابانيين وقل عطاء الهلاليين وبرر الدعيع ذلك بقوله "هبط اداء فريقي بعد تسجيل الهدف الاول، جل اللاعبين من صغار السن، ولم يعتادوا على هذا الضغط النفسي الكبير، لكن الامور تعدلت في الشوط الثاني". واعاد التمياط افضل لاعب في المباراة الامل للهلاليين بانطلاقته من منتصف الملعب متجاوزاً كل من قابله وسدد كرة قوية، الا انها تجاوزات مرمى شيميزو بقليل 33، ثم سدد كرة قوية بعد ذلك التقطها الحارس ساندا 35، وواصل الكاتو تفريطه بالكرات السهلة عندما مرر له مانغوت كرة عرضية سددها برأسه وابعدها ساندا 37. واختتم شيميزو فرص الشوط الاول بطلعة خطرة لياسوناجا تكفل بها الدعيع والدوخي. وتعرّض الهلاليون لموقف صعب بعد اصابة المدافع الشريدة مع مطلع الشوط الثاني وخروجه واشراك احمد خليل، وبرز المدافع الآخر فهد المفرج بصورة ممتازة، ومثلما اختتم ياسوناجا الشوط الاول، افتتح الثاني، حين سدد برأسه كرة وصلت الى يدي الدعيع 47، ورد التمياط بكرة لامست الشباك من قسمها الاعلى 62، ثم جاءت لحظة الفرج الهلالي عندما تبادل التمياط ومانغوت كرة بينية، ومررها الاخير برأسه للغامدي المندفع، الذي احرز منها هدف التعادل 70. وكاد الشلهوب يكفر عن ادائه المتواضع فسدد بيمناه على غير عادته كرة قوية ابعدها ساندا الى ركنية، واصيب قائد الهلال ابو اثنين فخرج واشرك بالاتشي منصور الشهراني بدلاً منه. ومر الهلاليون بلحظات محمومة في الدقائق العشر الاخيرة، حيث حصل اليابانيون على ثلاث ركنيات شكلت خطراً محدقاً على اصحاب الارض وكاد مويوكا ان يصيب الهلاليين في مقتل بعدما سدد كرة وصلته من أليكس 88. وكانت الهجمة الاخيرة لليابانيين وقبل ان تنفرج اسارير الهلاليين مع اطلاق الحكم الصيني صافرة "الرحمة"، معلناً فوزهم بالكأس القارية.