احتاج الهلال السعودي الى 117 دقيقة قبل ان يتمكن من هزّ شباك منافسه المحمدية المغربي عن طريق الفتى "الذهبي" نواف التمياط بالهدف الذهبي على ملعب الملك فهد في الرياض، واعلان تأهله الى المباراة النهائية لمسابقة كأس الكؤوس العربية الحادية عشرة لكرة القدم. وعلى رغم أن شباب المحمدية استهل المباراة بإغلاق المناطق الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة، فان الهلال لم يحرك ساكناً اذ بدأ بمحاولات هجومية "خجولة" لم تصب الحارس المغربي بالذعر. وعاب الهلال سوء تنظيمه وسط الملعب، ولم يكن دفاعه المتمثل بالرباعي الدوخي والشريدة والمفرج والنزهان في حال افضل من خطي الوسط والهجوم. ودخل الفريق المغربي الى اجواء المباراة بعد ربع الساعة الأول، وتحسن اداؤه وتبادل الهجمات مع منافسه في شكل كبير وهدد مرماه غير مرة. ونجح الثنائي روكي رشيد وعرافي أبو مهدي في خلخلة الدفاع الهلالي، وكاد الأول أن يسجل هدفاً باكراً عندما انفرد بالمرمى، بيدَ أن فهد المفرج أعاقه قبل الوصول الى المنطقة الدفاعية للسعوديين. ولم تفلح المحاولات المتكررة للظهير الهلالي الأيمن أحمد الدوخي في خدمة خط هجومه وتمويله بالكرات اللازمة، لأن الثنائي الكاتو والتمياط كانا بعيدين عن اجواء المباراة. وأبدت الجماهير الهلالية القليلة التي حضرت اللقاء سخطها على العرض الهلالي المتواضع وعلى الأسلوب العقيم الذي ينتهجه المدرب الروماني ايلي بالاتشي في كل مباراة، والتي لا يوجد فيها سوى مهاجم واحد. اجمالاً، جاء الشوط الاول متواضعاً بسبب الشدّ العصبي الذي لازم لاعبي الفريقين، وحرصهم الزائد المحافظة على شباكهم نظيفة. وفي الشوط الثاني، تحسن اداء الهلال وقدم عرضاً جيداً سيطر خلاله على مجريات اللعب تماماً واندفع لاعبوه نحو المنطقة الدفاعية المغربية. وبسط الهلاليون سيطرتهم المطلقة على منطقة المناورات في منتصف الملعب ومنها شنّوا هجماتهم المتتالية على المرمى المغربي. ولم يجد المغاربة أمامهم سوى التقهقر الى الخلف والتكتل امام المرمى لوقف سيل الهجمات الهلالية، لكن ذلك لم يثنِ الهلاليين عن تشديد هجماتهم وتسابقوا في اهدار الفرص واحدة تلو الاخرى. ولاحت للكولومبي الكاتو فرصة عمره عندما علت الكرة من ضربته الرأسية العارضة بقليل 66، وتلاه نواف التمياط بتسديدة قوية ابعدها الحارس المغربي 70. وحاول بالاتشي تعزيز خط هجومه بإشراك صاحب "القدم الفولاذية" عبدالله الجمعان على حساب لاعب الوسط عمر الغامدي 75، وكاد البديل أن يسجل هدفاً بعد 5 دقائق من دخوله عندما سدد كرة قوية من ركلة حرة خرجت قريبة من القائم الايمن. ولجأ المغاربة الى استخدام الخشونة لايقاف المدّ الهلالي، وفرضوا رقابة لصيقة على مفاتيخ لعب الهلال، ودارت مباراة ثنائىة بين المغربي سعدان رضا والسعودي نواف التمياط بيد ان الاخير نجح في الافلات من الرقابة غير مرة ومول رفاقه بكرات عدة امام المرمى. وفي الوقت الاضافي الاول، واصل الهلال هجماته في ظل انكماش كامل من قبل المحمدية. وظهر الجهد واضحاً على الفريقين مع بداية الشوط الاضافي الثاني، وهبط مستوى اداء الهلال خصوصاً. ولاحت فرصة العمر امام روكي رشيد لاحراز الهدف الذهبي وانهاء المباراة عندما وجد نفسه على بعد امتار قليلة من مرمى الدعيع، لكنه سدد الكرة فارتدت من العارضة وسط ذهول الهلاليين 110، الذين استشعروا الخطر بعدها وشددوا من هجماتهم، وارتدت رأسية الجمعان من القائم الايسر لتجد التمياط متأهباً ليودعها الشباك معلناً تأهل الهلال الى المبارة النهائىة.