واشنطن، لندن "الحياة"، رويترز قلّل الرئيس الاميركي بيل كلينتون من اهمية تحذيرات الجمهوريين من قرب حدوث ركود في الولاياتالمتحدة. وتوقع ان يواصل الاقتصاد الاميركي النمو ولكن بمعدل ابطأ. وقال كلينتون معارضاً تلميحات ديك تشيني المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس وغيره، الى ان البلاد توشك على الدخول في مرحلة ركود، "ان معظم الدلائل تشير الى استمرار النمو القياسي". وبدلاً من ان يبدي اي خوف رحب كلينتون بدلائل تباطؤ الاقتصاد قائلاً انه لا يمكن الحفاظ للأبد على معدل نمو خمسة في المئة وحذر من اي تغيير مفاجئ في السياسة الاقتصادية في ظل الادارة الجديدة. من جهة اخرى، حذر كبار المستشارين الاقتصاديين للرئيس من ان التخفيضات الضريبية الضخمة التي يقترحها المرشح الجمهوري للرئاسة جورج بوش الابن وتشيني ستضر بالاقتصاد الذي دخل عاماً عاشراً من النمو. وفي رد الحزب الجمهوري على ذلك، قالت نائبة الينوي جودي بيغرت ان التخفيضات الضريبية التي وعد بها بوش تقدم ضماناً ضد اي تراجع اقتصادي. واشارت الى ان بوش وعد ايضاً برفع الحد الاقصى لحسابات مدخرات التقاعد ومواصلة الاصلاحات في قطاع التعليم. وقد اشارت تقارير حكومية اخيرة الى تباطؤ الاقتصاد الاميركي مع ارتفاع معدل البطالة الى اربعة في المئة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. كما انخفض النمو بقياس اجمالي الناتج المحلي مجموع كل السلع والخدمات المنتجة داخل حدود الولاياتالمتحدة سريعاً الى 2.4 في المئة سنوياً في الربع الثالث من العام المنتهي في ايلول سبتمبر الماضي مقابل 5.6 في المئة في الربع الثاني. ويذكر ان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي الاميركي ألن غرينسبان كان حذّر الاسبوع الماضي من انه يتعين على مجلس الاحتياط ان يبقى متيقظاً لمخاطر تراجع اقتصادي حاد، ملمحاً الى استعداده خفض اسعار الفائدة في المرحلة المقبلة. لكنه اعرب عن ارتياحه في الوقت نفسه الى ان التباطؤ في معدل النمو يتم بوتيرة مقبولة، داعياً الى التنبه لأي صدمات غير متوقعة للاقتصاد. وعلى رغم الزيادة الطفيفة في معدل البطالة، الا ان كلينتون قال انها لا تزال قرب ادنى مستوىاتها في 30 عاماً. واضاف ان معظم الخبراء في القطاع الخاص لا يزالوا يتوقعون "نمواً قوياً لكن متأنياً السنة المقبلة مع نسبة بطالة وتضخم منخفضة وانتاجية مرتفعة". واكد كلينتون ان هذه "انباء جيدة للاقتصاد الاميركي وللشعب الاميركي"، مشيراً الى انه "لا يجب الآن التخلي عن السياسة المالية المتبعة التي ساعدتنا على الوصول الى هذه المرحلة"، في انتقاد غير مباشر لبرنامج خفض الضرائب بنحو تريليون دولار الذي يقترحه بوش وتشيني. وكان كلينتون يتحدث في رسالته الاسبوعية عبر الاذاعة. وحضّ الكونغرس ذات الغالبية الجمهورية على انجاز العمل على الموازنة الاتحادية والذي كان يفترض ان ينتهي قبل اسابيع عدة، والافراج عن بلايين عدة من الدولارات كتمويل اضافي للمدارس. ويقدّر البيت الابيض ان يبلغ نمو اجمالي الناتج المحلي سنة 2001 ب3.2 في المئة.