يلتقي في التاسعة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي، السادسة بتوقيت غرينيتش، على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، فريقا الهلال والنصر السعوديان في ختام منافسات النسخة الحادية عشرة من مسابقة كأس الكؤوس العربية لكرة القدم. وهي المرة الاولى التي يخوض فيها فريقان من بلد واحد المباراة النهائية للمسابقة التي انطلقت عام 1989، كما انها المرة الاولى التي ستصبح فيها الكأس سعودية بعدما استعصت على فرق المملكة طويلاً. وسيقود اللقاء الحكم المصري جمال الغندور الذي اثبت جدارته، ونال تقديراً كبيراً في المباريات السابقة. وكانت البطولة دخلت منعطفاً مهماً العام الماضي، اذ انتزع فريق الاتحاد القطري اول لقب لعرب آسيا من عرب افريقيا الذين احتكروه في منافساتها التسع الاولى، وسيبقى آسيوياً حتماً. وسبق لفريقين سعوديين فقط ان بلغا المباراة النهائية لهذه المسابقة، الاول هو القادسية في البطولة الرابعة عام 1994 وخسر امام الاولمبيك البيضاوي المغربي، والثاني هو الشباب الذي وصل اليها مرتين، وخسر في الاولى امام الاهلي المصري في البطولة الخامسة عام 1995، وفي الثانية امام مولودية وهران الجزائري في البطولة الثامنة عام 1997. ولم يخسر الفريقان اي مباراة في طريقهما الى لقاء القمة، وفاز الهلال في الدور الاول على العربي الكويتي 2-1 والمريخ السوداني 5-صفر واتحاد عنابة الجزائري 2-1، وتعادل مع جبلة السوري 2-2، وفي الدور نصف النهائي فاز على شباب المحمدية المغربي 1-صفر بالهدف الذهبي. بينما فاز النصر على الوحدات الاردني والاتحاد والريان القطريين بنتيجة واحدة 3-صفر، وتعادل مع شباب المحمدية سلباً في الدور الاول، وفاز على العربي الكويتي 2-صفر في نصف النهائي. وتعج صفوف الفريقين باللاعبين البارعين، وتشكل غالبيتهم صفوة لاعبي المنتخب السعودي... ومعهم محترفون اجانب تفاوتت عروضهم من مباراة الى اخرى لكنهم افادوا فريقيهما حتماً. ويقود الفريقين مدربان اجنبيان ينتميان الى مدرستين مختلفتين تماماً هما مدرب الهلال، الروماني ايلي بالاتشي "المكروه" جداً من مشجعي فريقه... والبرتغالي ارثر جورج الذي اعاد الى النصر بريقه اخيراً وقاده الى نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد قبل ان يقوده الى قمة البطولة العربية. واذا كانت النتيجة في علم الغيب فان النصراويين يعتبرون ان فريقهم في كامل لياقته التي ستساعده في رد الدين الهلالي والمتمثل في حرمان النصر من لقب بطولة ابطال الدوري العربية التي استضافها قبل 4 أعوام، ويؤكد كثيرون منهم ان الفرصة لم تكن سانحة في اي وقت مضى للعب امام الهلال، وهو بهذه الصورة المهزوزة. واذا كانت الثقة والطمأنينة تصبان في مصلحة النصر، فان الامر يختلف عنه تماماً في المعسكر "الازرق". ويضع الهلاليون ايديهم على قلوبهم بعد العروض المتفاوتة التي قدمها فريقهم. وهم اعتبروا ان فريقهم تأهل الى النهائي من النفق الضيق، وانه لم يظهر بصورته المعتادة الا في مباراة واحدة كانت امام المريخ السوداني الذي فاز عليه 5-صفر. ويعود خوف الهلاليين بالدرجة الاولى الى عدم ثقة غالبيتهم بمدربهم و"مغامراته" التي اقدم عليها خلال المباريات السابقة. وعلى صعيد الاستعدادات البدنية، ترُجح كفة النصر ايضاً الذي يشهد مستواه طفرة نوعية مميزة، وتعززها قدرات مدربه البرتغالي الذي وجد التوليفة المناسبة باعتماده على مجموعة متجانسة من لاعبي الخبرة والشباب. وحتى الآن اعتبر جورج ناجحاً في كل المقاييس وهو ما لا ينطبق على بالاتشي، الذي فقد ثقة الهلاليين قبل ان تبدأ البطولة بابعاده 3 من لاعبي الخبرة في مقدمهم النجم يوسف الثنيان. ويسعى بالاتشي الى قلب الطاولة على منتقديه بالفوز على النصر وانتزاع اللقب، خصوصاً ان "شبح" مواطنه انجل يوردانيسكو يخيفه كثيراً، بعدما تردد ان الاخير وصل الى الرياض للتعاقد مع الهلال. نقطة الاتفاق ولعل نقطة الاتفاق بين الفريقين تتمثل بقوة هجوميهما، بعدما سجلا بالتساوي 24 هدفاً. لكن الكفة تميل للنصر دفاعياً اذ لم تهتز شباك حارسه محمد الخوجلي مرة واحدة، في حين استقبلت شباك الهلال 4 اهداف. واذا كانت الكفة تميل للهلال في حراسة المرمى بوجود الدعيع الاكثر خبرة والمتمرس في خوض النهائيات، فإن النصر يعدل الكفة على مستوى خط الدفاع بوجود خمسة مدافعين بارزين. ويدرك لاعبو الفريقين والمدربان ان من يسيطر على وسط الملعب سيكون صاحب الحظ الأوفر في الفوز. ويشعر الهلاليون بالقلق من الاصابات الكثيرة بين لاعبيهم، ويأملون بأن يتجاوز "فتاهم الذهبي" نواف التمياط آثار الاصابة التي لحقت به في المباراة السابقة، كما ان لاعب الوسط عمر الغامدي، الذي يؤدي مهمات المراقبة الخاصة يعاني من إصابة ايضاً، ويشكو المهاجم الكاتو من بعض الآلام في ركبته. ... وامام الدعيع الرباعي عبدالله الشريدة وفهد المفرج واحمد الدوخي ومحمد النزهان، والاخير تحديداً لا ينال ثقة الهلاليين على رغم اجتهاده، وسيُكلف الدوخي بالتركيز على الجانب الدفاعي وعدم المبالغة في الهجوم. وستكون مهمة الشريدة والمفرج التناوب على مراقبة المهاجم الخطر جداً علي يزيد... وامام هذا الرباعي سيدفع بالاتشي ب5 لاعبين للوسط، وسيكلف فيصل ابو اثنين بمساعدة المدافعين عمر الغامدي او حسين المسعري على الاجنحة، ولن تتعدى مهمة الاخيرين مراقبة البرازيلي جونيور والنيجيري مانجوت. وامام هؤلاء سيكون محمد الشلهوب ونواف التمياط محور الالعاب الهلالية ... والكاتو محور التحرك في منطقة الجزاء. وعلى الجانب النصراوي فإن حراسة المرمى مناطة بالخوجلي، وهو ناجح في مسيرته حتى الآن، وامامه الثلاثي صالح الداود وهادي شريفي ومحسن الحارثي، الذين لن يجدوا صعوبة في إحكام الرقابة على الكاتو، ويمتاز هؤلاء بالمشاركة الهجومية خصوصاً في الكرات الثابتة لاجادتهم الالعاب الهوائية... ويكملهم الظهيران ابراهيم الشويع وناصر الحلوي. وسيكلف الاول بالحد من خطورة الدوخي بمساندة لاعب الوسط عبدالعزيز الجنوبي، بينما سيتفرغ الحلوي لمراقبة الشلهوب، وفي الوسط النصراوي سيلعب فيصل سيف في مركز لاعب الوسط المحوري ومهمته الحدّ من خطورة التمياط، والبرازيلي جونيور الذي يعد اهم مفاتيح اللعب النصراوي... وفي الهجوم يلعب علي يزيد، الذي يخوض معركة اخرى مع مهاجم الهلال عبدالله الجمعان للحصول على لقب الهداف، اذ ان الجمعان يسبق يزيد بهدف واحد فقط، وماجد الدوسري، الذي يلعب في الجهة اليمنى، ويعود بشكل مستمر لمساندة النصر وزيادة العدد في هذا المركز. ويملك الفريقان لاعبين احتياطيين على قدر عالٍ من الكفاءة فلدى الهلال "القاذفة" عبدالله الجمعان والسنغالي دان فاييه وفي النصر ابراهيم ماطر وفؤاد انور وفهد المهلل. كيف يفوز الهلال؟ يفوز اذا: احكم الرقابة التامة على جونيور وعلي يزيد، واستغل قلة خبرة لاعب المحور فيصل سيف، وعدم اندفاع الظهير الايمن احمد الدوخي، والتسديد من خارج المنطقة في حال مشاركة الجمعان، وظهور الشلهوب بمستواه المعروف الذي افتقده طوال البطولة. ويفوز النصر اذا تمكن من: فرض الرقابة اللصيقة على التمياط، واستغلال "اتكالية" مدافعي الوسط في الهلال، وتكثيف الهجمات من الجهة اليسرى لأنها الاضعف.