قدم لاعبو الهلال والنصر عرضاً شيقاً في كل فنون كرة القدم باستثناء هز الشباك، وهو الاهم، على استاد الملك فهد في الرياض أمام 25 الف متفرج بخلاف الملايين الذين تابعوا تلفزيونياً لقاء القطبين ضمن المرحلة التاسعة من دوري خادم الحرمين الشريفين. المباراة كانت عالية المستوى وذكرت الجميع ببعض مباريات دوري ابطال اوروبا، وقد ابقت نتيجتها النصر متصدرا برصيد 21 نقطة من 9 مباريات له 14 هدفاً وعليه 6 وابقت الهلال سابعاً برصيد 9 نقاط من 7 مباريات له 7 اهداف وعليه 4. ووصف رئيس الهلال الامير بندر بن محمد التعادل بأنه "خسارة"، في حين أرجعه رئيس النصر الامير فيصل بن عبدالرحمن الى "سوء التحكيم". ومنذ بداية المباراة، وضح ان مدربي الفريقين يسعيان الى هدف واحد هو الفوز. مدرب النصر ميلان زيفادينوفيتش الذي وصف المباراة قبل بدايتها بالثأرية رسم "تكتيكاً" يتماشى مع قدرات لاعبيه ونهج طريقة 5-3-2، فاعتمد على الخوجلي في حراسة المرمى والشويع في مركز الليبيرو حيث قال أنه يعده ليكون افضل ليبيرو في السعودية "وهو ناجح حتى الآن في مهمته"، وعهد الى المدافعين الحارثي وشريفي مراقبة مهاجمي الهلال الهويدي والجابر، وشكل الظهير الايسر الجنوبي جناحاً وهمياً وكان مصدر انطلاقات معظم الهجمات النصراوية، ووضع الخثران في الخاصرة اليمنى للدفاع النصراوي وطالبه بمراقبة الشلهوب... وامام الخماسي الدفاعي لعب المغربي التريكي الذي راقب التمياط طوال المباراة ونجح في مهمته، ومعه الموسى والهريفي الذي خضع لرقابة المسعري والقحطاني بالتناوب، وللمرة الاولى شارك محيسن الجمعان في مركز رأس الحربة الى جانب الظفيري. هلالياً لم يغير المدرب لوري ساندري من طريقته 4-4-2 لكنه وصف لاعبيه بالتعقيد اثناء رسم الهجمة "عاب لاعبينا التعقيد في نقل الكرة الى ملعب الخصم ، لو سرّع اللاعبون من ايقاعهم لكانت النتيجة في صالحنا ولكان بمقدورنا ان نحولها الى مباراة سلة وليست كرة قدم". واذا وجه لوري اللوم الى اللاعبين فإن الجماهير ما زالت تعبر عن سخطها تجاهه وترى أنه لا يتفاعل مع المباراة وخصوصا التغييرات التي يجريها خلالها. ومنذ بداية المباراة وضحت السيطرة النصراوية على وسط الملعب بتواجد اكثر من خمسة لاعبين لكنه لم يكن بينهم من قدم نفسه صانع العاب مميزاً... وظل النصر الاكثر استحواذا على الكرة لكن من دون جدوى، وفي المقابل كانت كل هجمة هلالية تنذر بالخطر ، وبرز سامي الجابر كصانع العاب مميز ومول الشلهوب والهويدي بالكرات الخطرة الا ان النهاية لم تكن مثمرة ، وغاب نواف التمياط نهائياً عن اجواء المباراة وكان ضيف شرف، وقام حسين المسعري بمجهود خارق في وسط الهلال فدافع ببسالة وراقب الهريفي والجمعان ونجح. وشهدت المباراة مشاركة حارس الستة ملايين محمد الدعيع مع الهلال واظهر تفوقاً غير مستغرب ووصلته اولى الكرات بعد مرور سبع دقائق ، ولم يشارك فؤاد انور مع النصر لعدم اكتمال جهوزيته. وكاد الهلاليون يطيرون بالنتيجة في الشوط الاول اثر الهجمات الكثيرة اخطرها كرة لطف الانفرادية بحارس النصر الخوجلي وكرة الشلهوب والهويدي، ووقع مهاجم النصر نهار الظفيري بين كماشة الشريدة وليتانا ولم يشكل اي خطر. وتغير وضع النصر في الشوط الثاني فبعد ان بدأ الهلال الشوط بهجمة من قدم الجابر، استلم النصر زمام اللعب طوال العشرين دقيقة من الشوط ومر الهلاليون بفترات حرجة وشن الهريفي والجمعان هجمات محمومة، وتألق الدعيع في التصدي لسيل الهجمات النصراوية الجارفة، وشارك الدعيع النجومية عبدالله الشريدة الذي لن يكون بعيداً عن اعين مدرب المنتخب ماتشالا. وبعد مرور نصف ساعة من الشوط الثاني عاد الهلال الى اجواء المباراة، غير أنه فوجيء بهدف سجله سعد الشهري في الدقيقة 85. بيد أن الحكم يوسف العقيلي الغاه بحجة اعاقة الحارس الدعيع، وهنا اعترض المدرب ميلان فكان نصيبه الطرد. وكاد الجابر ينهى المباراة زرقاء الا ان كرته اخطأت المرمى النصراوي في الدقيقة الاخيرة. الاهلي 3 - الاتفاق صفر وفي المرحلة ذاتها، على ملعب رعاية الشباب في جدة، قدم الأهلي فاصلاً من الفنون الكروية الممتعة توجه بثلاثة اهداف ولا احلى في مرمى ضيفة الاتفاق سجلها خالد قهوجي 30 والكولومبي الكاتو 76 و79. وكان في مقدر اصحاب الارض ان يسجلوا رقماً جديداً في التهديف لولا التسرع الذي شاب اداء المهاجمين خصوصاً قبل افتتاح التسجيل. وسيطر الأهلي تماماً على مجريات الشوط الاول من دون اثارة حتى جاء الهدف الاول عندما تلقى خالد قهوجي الكرة من الكولومبي الكاتو وسددها قوية بيسراه في الزواية اليمني لمرمى الاتفاق 30. واضاع ابراهيم سويد فرصة تسجيل الهدف الثاني عندما انفرد بالمرمي وسمح للمدافعين باللحاق به وابعاد الكرة من امامه، وتلاه عبدالله سليمان بضربة رأس مرت فوق العارضة، واختتم الكاتو الفرص الضائعة في هذا الشوط بتسديدة قوية لكنها عالية. وشهدت بداية الشوط الثاني صحوة موقتة للضيوف لكن من دون ان ينجحوا في هز الشباك، وخلافاً لمجريات اللعب تمكن الكاتو من اضافة الهدف الثاني بعد "دربكة" دفاعية امام المرمى انتهت الكرة على اثرها على قدمه فأسكنها الشباك 76 قبل ان يحرز هو نفسه الهدف الثالث 79. ويملك النصر 21 من 9 مباريات، والاهلي 19 من 7، والشباب 18 من 8، والرياض 13 من 6، والاتحاد 12 من 4، والاتفاق 12 من 8 مباريات.