سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بكين تؤيد اقتراح بوتين خفض التسلح النووي ... والديبلوماسيون الاميركيون يؤكدون ان موقع بلادهم لن يتأثر . روسيا تنتهز أزمة الانتخابات الأميركية وتقدم مبادرات لاستعادة دورها عالمياً
} رأى مراقبون في موسكو امس، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغل البلبلة الناجمة عن الانتخابات الرئيسية المعلقة في الولاياتالمتحدة، لتقديم مبادرات تعيد لموسكو دورها عالمياً. ولاحظوا مسارعة الصين الى تأييد اقتراحات بوتين بشأن خفض التسلح النووي في روسيا واميركا، فيما حرصت مصادر الكرملين على تأكيد ان مبادرته تحظى بتأييد اوروبي، في مقابل حرص الديبلوماسيين الاميركيين على تأكيد ان الازمة في بلادهم لن تؤثر على موقعها عالمياً. أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيناقش خلال اجتماعه مع نظيره الاميركي بيل كلينتون على هامش قمة الدول المطلة على المحيط الهادئ في بروناي، اقتراحاته الاخيرة لخفض التسلح النووي، فيما تحفظت واشنطن رسمياً عن الاقتراحات التي ايدتها بكين وقالت موسكو انها تحظى بدعم العواصم الاوروبية. وكان بوتين اقترح اول من امس، خفض الرؤوس النووية الروسية والاميركية الى أقل من 1500 لكل طرف، في مقابل تعهد اميركا عدم نشر شبكة صاروخية للوقاية من الصواريخ المعادية في اراضيها. وعلى رغم تأكيد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب ريكر على أن واشنطن "قرأت باهتمام" الاقترحات الروسية، فأنه رفض الرد عليها بوضوح. ومعروف ان الولاياتالمتحدة كانت أقرت قانوناً لنشر الشبكة الصاروخية لكن الرئيس بيل كلينتون أحال ملف تنفيذه على خلفه الذي لم يعرف بعد. ولوحظ ان مبادرة بوتين بشأن التسلح النووي ترافقت مع فتح موسكو الملف العراقي ووعدها بتقديم اقتراحات للتسوية في الشرق الاوسط، ما حدا بالمراقبين الى استنتاج ان الروس يعتزمون التسلل من خلال الثغرة التي احدثتها الازمة الاميركية لاستعادة حضورهم عالمياً. ورأى مراقبون في موسكو امس، ان بوتين استغل البلبلة الناجمة عن الانتخابات الرئيسية المعلقة في الولاياتالمتحدة، لطرح اقتراحاته بشكل مبادرة تعيد لموسكو دورها عالمياً. ولاحظوا مسارعة بكين الى تأييد هذه المبادرة وتشجيع الروس على عدم تقديم أية تنازلات في ما يتعلق بنظام الصواريخ المضادة للصواريخ التي تنوي اميركا نشرها. وأعرب بوتين، الذي يزور منغوليا، عن أمله في "رد فعل ايجابي" على مبادرته التي قال انها تهدف الى "خفض مستوى المواجهة وتقليص خطر النزاع الواسع"، معرباً عن امل بلاده في "استمرارية" السياسة الخارجية الاميركية بغض النظر عمن سيكون السيد المقبل للبيت الأبيض. وشدد على أنه أطلق مبادرته للتأكيد على أن "الاتصالات مع واشنطن مستمرة على رغم ما يجري داخل الولاياتالمتحدة" وذكر ان المقترحات الجديدة ستكون موضوع "اهتمام خاص" أثناء لقائه مع كلينتون في بروناوي. وشددت مصادر الكرملين على أن اقتراحات الرئيس الروسي تحظى بتأييد دول كبرى مثل الصين وفرنسا وبريطانيا، وذلك في محاولة لتكوين "جبهة" عالمية تسعى الى وقف احتكار واشنطن للقرار وبقائها قطباً وحيداً في العالم. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية ان المبادرة الجديدة "ليست دعائية" بل تضمنت اقترحات مدروسة عسكرياً وسياسياً "قدمت لكي تنفذ". إلا أن المصدر اعترف بأن مشروع بوتين سيكون "عامل ضغط" على الادارة الاميركية الجديدة عند اتخاذها قرارات في قضايا التسلح وخصوصاً شبكة الدفاع الصاروخي. وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما ديمتري روغوزين على أن المبادرة "طرحت في الوقت المناسب". وذكر أن كلينتون بوصفه الرئيس الفعلي سيقر بأن بلاده لا ترغب في نزع السلاح اذا رفض مبادرة بوتين. وفي الوقت نفسه اعتبر الناطق باسم الخارجية الاميركية ان البلبلة الانتخابية، لا تؤثر على صورة الولاياتالمتحدة في الخارج. وقال: "لا اعتقد ان ذلك يؤثر على شؤوننا الخارجية، ولا اصف ما يحصل بأنه ازمة"، مشيراً الى ان كلينتون بدأ رحلة في آسيا سيقوم خلالها بزيارة تاريخية الى فيتنام. واضاف ان "سفاراتنا مفتوحة ونحن مستمرون في الدفاع عن المصالح الاميركية على صعد الامن والازدهار ونشر القيم الاميركية في الخارج". كذلك قال السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك: "لا اعتقد ان ذلك موضوع الانتخابات يطرح أية مشكلة على صعيد السياسة الخارجية" للولايات المتحدة.