تعهد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين تطوير أسلحة «هجومية» للحد من تفوق الولاياتالمتحدة وضمان التوازن معها، كاشفاً ان الخلاف على الدرع الصاروخية الأميركية يعيق مفاوضات للتوصل الى معاهدة جديدة لخفض التسلح النووي الاستراتيجي. وأظهرت تصريحات أدلى بها بوتين أمس، خلال زيارة لفلاديفوستوك (أقصى شرق روسيا)، وتناقلتها وكالات الأنباء الروسية، أنه ما زال ممسكاً بملف السياسة الخارجية لبلاده، علماً أن الدستور الروسي يولي مسؤولية هذا الملف الى الرئيس ديمتري ميدفيديف. وقال بوتين: «علينا أن نطوّر أنظمة هجومية لا دفاعية صاروخية، كما تفعل الولاياتالمتحدة»، واعتبر أن «قضيتي الدفاع الصاروخي والأسلحة الهجومية وثيقتا الصلة». ورداً على أسئلة الصحافيين عن المشكلة التي تعترض الاتفاق على خفض الأسلحة، قال بوتين: «ما المشكلة؟ المشكلة هي أن شركاءنا الأميركيين يبنون درعاً صاروخية ونحن لا نفعل». وزاد: «ببناء مثل هذه المظلة يمكن أن يشعر شركاؤنا بأنهم في أمان تام وسيفعلون ما يحلو لهم مما يضر بالتوازن»، متوقعاً في تلك الحال «تزايد العدوانية في المجالين السياسي والاقتصادي» بين البلدين. ولمّح رئيس الوزراء الروسي الى أن العائق في طريق التوصل الى معاهدة «ستارت 2» هو تردد واشنطن في قبول مبدأ تبادل المعلومات مع موسكو حول «الدرع» الأميركية، على رغم تصريحات متفائلة لمسؤولي البلدين، أوحت بتقدم المفاوضات في هذا المجال. وأبدى بوتين استعداد بلاده لتزويد الولاياتالمتحدة معلومات عن صواريخها الجديدة، على ان تبادر واشنطن الى المثل. وحذر من أن «الدرع» الأميركية قد تقلص قدرة الردع النووية الروسية، وقال: «المشكلة أن الشركاء الأميركيين يطورون دفاعات صاروخية، ونحن لا». وهذه المرة الأولى التي يصدر فيها موقف روسي بارز ضد الصيغة المعدلة ل «الدرع» الأميركية التي أعلن الرئيس باراك أوباما في أيلول (سبتمبر) الماضي، انه قرر اعتمادها لتفادي اعتراضات الروس على صيغة أقرّت في عهد جورج بوش، وتقضي بنشر صواريخ ورادارات في شرق أوروبا. ولم يغلق بوتين الباب نهائياً أمام التوصل الى نتيجة إيجابية لمحادثات «ستارت» التي لاحظ أنها «تجري في شكل إيجابي». لكنه شدد على «الحاجة الى وضع ضوابط وفهم مشترك في شأن الحد من الأسلحة، يسهل التحقق منها وتتسم بالشفافية». وحرصاً على تفادي اتهامه بالتعدي على صلاحيات ميدفيديف الذي خلفه في الرئاسة، قال بوتين إن «القرار النهائي» في شأن ابرام معاهدة جديدة لخفض التسلح، يعود الى الرئيسين الروسي والأميركي اللذين اخفقا في إعلان اتفاق خلال لقائهما على هامش قمة المناخ في كوبنهاغن في 18 الشهر الجاري، لكنهما أكدا مواصلة العمل بإيجابية للتوصل الى تفاهم وتذليل العقبات.