سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وفاة فلسطينيين متأثرين بجروحهما ... والمتظاهرون يحاذرون التعامل مع الصحافيين . الجيش الاسرائيلي يحاصر بيت جالا قرب القدس بعد ليلة عاصفة وقصف بالمروحيات والدبابات
القدس المحتلة، غزة - "الحياة"، أ ف ب - خيم التوتر مجددا على الاراضي الفلسطينية امس بعد ليلة عاصفة شهدتها بلدة بيت جالا القريبة من القدسالمحتلة حيث جرت اشتباكات شاركت فيها مروحيات مقاتلة ودبابات اسرائيلية استمرت ساعات. وللمرة الاولى، اطلق الجيش الاسرائيلي ليل الاحد - الاثنين مدافعه وصواريخه على مساكن الفلسطينيين في بيت جالا والخضر ومخيم عايدة قرب بيت لحم، كما قرر صباحا "محاصرة" بيت جالا بعدما أُطلقت منها اول من امس رشقات نارية استهدفت مستوطنة غيلو جنوبالقدس. وقال رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال شاوول موفاز: "اعتبارا من صباح الاثنين سنطوق بيت جالا ... وانا انصح سكانها بمغادرة منازلهم اذا اطلقت النار من بلدتهم في اتجاه مستوطنة غيلو لاننا سنرد". واوضح ناطق عسكري ان "الجيش سيقيم حواجز حول بيت جالا لمنع العناصر المسلحة من الدخول الى القرية"، مشيرا في الوقت نفسه الى ان القرية المرتبطة بمدينة بيت لحم والواقعة في منطقتها المتمتعة بالحكم الذاتي لن تعزل. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان 16 مبنى اصيبت باضرار في الحي الذي اطلقت منه النيران في بيت جالا على مستوطنة غيلو. ومن بين المباني التي اصابها الدمار مصنع للرخام ومسرح والنادي الارثوذكسي ومنزل عائلي. كذلك نقل عشرة اطفال فلسطينيين مصابين بالصدمة الى المستشفيات للعلاج كما نقل اسرائيليان ايضا، فيما غرقت المنطقة في الظلام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي. وقال قائد القوات الاسرائيلية في هذا القطاع الجنرال مارسيل ابيب: "لدينا ضوء اخضر للرد بجميع الوسائل التي بحوزتنا على الهجمات التي تستهدف غيلو"، موضحا ان فلسطينيين اطلقوا النار مساء من رشاشات واسلحة آلية خفيفة على هذه المستوطنة. واكد: "نعرف ان سكان بيت جالا لا يشاركون في هذه الهجمات ولا ننوي ضرب الابرياء. ولهذا حرصنا على عدم سقوط ضحايا مدنيين في ردنا". وتوجه رئيس البلدية الاسرائيلية للقدس ايهود اولمرت الى مكان الاشتباكات واشاد بالرد الاسرائيلي، لكنه اعتبر انه ينبغي ان يكون اكثر حزماً، كما اعلنت الاذاعة الاسرائيلية. يذكر ان غيلو التي يسميها الاسرائيليون حياً من احياء القدس، هي مستوطنة كبيرة اقيمت على اراض احتلت عام 1967 بين قرية بيت صفافا وبلدة بيت جالا. من جهة اخرى، توفي امس شابان فلسطينيان 18 و 15 عاما متأثرين بجروح كانا اصيبا بها في المواجهات مع الجيش الاسرائيلي. وكان سعيد الطنبور 18 عاما من نابلس اصيب بجروح الجمعة خلال صدامات بين متظاهرين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي عند مدخل نابلس. اما اشرف حبايب 15 عاما من مخيم عسكر للاجئين قرب نابلس، فاصيب في رأسه في 17 تشرين الاول اكتوبر خلال تظاهرة. وفي سائر الضفة، سجل تبادل لاطلاق النار ليلا بين الاسرائيليين والفلسطينيين من دون وقوع اصابات. وتعرضت قاعدة ل"حرس الحدود" قرب طولكرم شمال الضفة الى اطلاق نار قبل ان ترد عناصرها. ووقعت حوادث مماثلة قرب مستوطنة بساغوت القريبة من رام الله. وقال الجيش الاسرائيلي ان تبادلا كثيفا لاطلاق النار وقع في قطاع غزة قرب نقطة الحدود في رفح من دون تسجيل اصابات. وذكر مراسل وكالة "فرانس برس" ان الشبان الفلسطينيين الذين يشتبكون مع الجنود الاسرائيليين في الاراضي الفلسطينية، يبدون المزيد من العداء حيال الصحافيين الاجانب ويرشقونهم بالحجارة. وهاجم شبان قرب معبر اريتز بين غزة واسرائيل، بالحجارة مجموعة من الصحافيين فحطموا زجاج سيارة الاجرة التي كانت تقلهم. وفي الخليل، حطموا بالحجارة آلة تصوير احد المصورين، كما بدأوا يستجوبون الصحافيين ويشتبهون في انهم "اسرائيليون". كذلك اوفدت الشرطة الفلسطينية اول من امس بعضاً من عناصرها بالثياب المدنية الى معبر اريتز وكلفتهم ابلاغ الصحافيين بعدم التحدث مع الشبان. وقال شرطي طلب عدم كشف هويته ان ثمة اشاعات بين الشبان بان "اسرائيليين من عناصر الوحدات الخاصة ينتحلون صفة صحافيين أجانب". غزة وفيما كان المواطنون يتهيأون للنوم قبل منتصف ليل الاحد - الاثنين، واذ بالصواريخ والقذائف والرصاص تحطم نوافذ المنازل، وتخترق الجدران وتضع حداً لصمت المخيم والمكان. وقصف جنود الاحتلال الاسرائيلي عدداً من منازل الفلسطينيين القاطنين قرب بوابة صلاح الدين الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر، بالصواريخ المضادة للدروع من نوع "لاو" وقذائف "أنيرجا" تطلق من بنادق "أم 16" الاميركية الصنع المزودة بفوهات خاصة. وأدى القصف، الذي استمر حتى الساعة الثالثة من فجر امس الواحدة بتوقيت غرينتش الى احتراق منزل تعود ملكيته لمواطن من عائلة الشاعر وإلحاق أضرار جسيمة بعدد آخر من المنازل. وهب النيام فزعين مذعورين، فيما قفز آخرون لحمل أولادهم والهرب من منازلهم الى أماكن بعيدة نسبياً عن الشريط الحدودي واكثر أماناً، فيما لم يصب أحد بأذى جراء القصف. ورد مسلحون فلسطينيون بإطلاق الأعيرة النارية بكثافة في اتجاه مصادر القصف، ورد جنود الاحتلال بإطلاق النار باتجاه مصادر النيران داخل مدينة رفح الحدودية. الى ذلك، جرت مواجهات عنيفة في عدد من نقاط التوتر في قطاع غزة امس، أصيب خلالها العشرات من الشبان بجروح. ورشق الشبان الغاضبون جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة في محيط مستوطنتي نفليه وكاليم وجني طال الواقعتين قرب خانيونس. واسفرت المواجهات عن اصابة نحو 15 شاباً بجروح. كما وقعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال قرب مستوطنة كفار داروم وسط القطاع حيث أصيب خلالها عدد من الشبان. واصيب نحو 21 شاباً، جراح 13 منهم خطرة، في المواجهات الاعنف التي اندلعت بين الشبان وجنود الاحتلال قرب حاجز "ايرز" شمال القطاع. وفي اطار تشديد الحصار على المناطق الفلسطينية، وضع الجيش الاسرائيلي امس ثلاثة حواجز عسكرية على طريق صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، وتحديداً على مداخل مستوطنتي غوش قطيف وكسوفيم وقرب مستوطنة كفار داروم وسط القطاع.