} مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، انطلق المرشحان الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش في حملة لتنشيط قاعدتهما الانتخابية وحض مؤيديهما على المشاركة في الانتخابات خصوصاً في الولايات التي ما زالت المعركة فيها غير محسومة. وفي الوقت نفسه، بدأت كبريات الصحف الأميركية الإعلان عن دعمها لمرشح على حساب الآخر، فيما سعى بوش الى مقارنة غور بالرئيس بيل كلينتون اخلاقياً. حسمت الصحف الاميركية موقفها من المرشحين للرئاسة، وابدى بعضها تأييده علناً لمرشح على حساب الآخر. وحصل الديموقراطي آل غور على تأييد صحيفة "نيويورك تايمز" و"دينفر بوست" و"فيلادلفيا انكوايرر"، فيما أيدت جورج بوش "شيكاغو تريبيون" و"دينفر روكي" و"ماونتين نيوز". وذكرت "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها ان غور "مجهز بشكل أفضل للرئاسة بفضل خبرته في الحكم إضافة الى خبرته على أعلى المستويات في اتخاذ القرارات الفيديرالية والديبلوماسية وتفانيه في العمل للمصحلة العامة". وأضافت الصحيفة أن غور نجح في "الهروب من ظل الممارسات الاخلاقية لادارة الرئيس بيل كلينتون، ولا نعتقد أنه سيتبع اسلوب كلينتون في التصرفات الطائشة التي رخصت الرئاسة". وفي المقابل، امتدحت صحيفتا "شيكاغو تريبيون" و"شيكاغو سان تايمز" حاكم تكساس لأسلوبه التوحيدي في العمل مع الحزبين الديموقراطي والجمهوري. وأضافت "شيكاغو تريبيون" ان انتخابات هذا العام تتعلق ب"النزاهة واستعادة الحياد وتدعيم الحكومة من أجل تعزيز الازدهار الاقتصادي من دون الوقوف في طريق الابداع الأميركي". وعلى رغم أن المرشحين لجآ في الأيام الأخيرة للمعركة الى استمالة الأصوات المتنقلة والمتأرجحة، إلا أنهما عادا الى تنشيط قاعدتهما الشعبية داخل اطار العمل الحزبي. وأعلن بوش في مهرجان انتخابي في ولاية ويسكونسن ان المعسكر الذي يستطيع أن ينشط قاعدته الانتخابية هو الذي سيفوز في الانتخابات داعياً الجمهوريين الى المشاركة بشكل كثيف في الانتخابات. وفي آخر استطلاع أجرته صحيفة "واشنطن بوست" بالتعاون مع شبكة "اي بي سي نيوز" الاخبارية، حافظ بوش على تقدم بفارق أربع نقاط على منافسه وحصل على 49 في المئة من الاصوات في مقابل 45 في المئة لغور. وبدت استراتيجية غور مشابهة الى حد ما، لاستراتيجية بوش، من خلال حض الديموقراطيين على الوقوف الى جانبه. وترافق ذلك مع حملة شنها الديموقراطيون على رالف نادر لإقناع مناصريه بدعم غور ، إضافة الى محاولة اقناع السود بالمشاركة في الانتخابات بعد الفتور الذي حصل بين معسكر غور والمنظمات الاميركية -الافريقية نتيجة اختياره مرشحاً لنائب الرئيس من الأقليات ولكن غير أسود. وناشد عدد كبير من الديموقراطيين الرئيس كلينتون التدخل لاقناع الناخبين السود بالمشاركة لما يتمتع به من تأييد واسع في اوساطهم. وفي استطلاع آخر لصحيفة "يو اس اي توداي" بالتعاون مع شبكة "سي ان ان" حافظ بوش على تقدم أوسع، إذ نال نسبة 49 في المئة من الأصوات في مقابل 42 في المئة لغور. وركز حاكم تكساس الذي يبذل جهوداً كبيرة لحجب المنجزات الاقتصادية لعهد الرئيس بيل كلينتون، انتقاداته في الساعات ال24 الاخيرة على شخصية غور عبر محاولة ربطها بشخصية كلينتون المثيرة للجدل. وقال ان "القائد يجب ان يدافع عن شرف منصبه وكرامته"، مؤكدا نجاح زواجه من لورا وملمحاً بذلك الى الفضائح الجنسية التي لطخت عهد كلينتون. واضاف بوش ساخراً ان "الرئيس الجيّد لا يصدر عنه ما هو غير متوقع ولا يحاول تغيير شخصيته في كل مناقشة"، ملمحاً بذلك الى المناظرات التلفزيونية الثلاث التي اجراها مع غور الذي بدا متساهلاً ثم هادئاً ثم ميالاً لنزعة قتالية. ومن موقع دفاعي، فضل نائب الرئيس ان يوضح سبب غياب بيل كلينتون الواضح من حملته، مؤكداً: "انا ما انا واقوم بحملتي بنفسي". ويشار الى ان برنامج غور لا يتضمن اي ظهور علني له مع كلينتون. وفي رد اكثر حدة، تناول احد مستشاري نائب الرئيس بالتفصيل خطابات بوش الاخيرة، موضحاً انها تتضمن مقدمة ثم هجمات هجمات وهجمات وهجمات، ثم دعوة الى "تغيير اللهجة" يليها تبادل ممكن لوجهات النظر حول السخرية والنفاق. ووصف الخبير الاستراتيجي الديموقراطي رون كلين المرشح بوش بأنه "يائس"، مشيراً الى عدم التناسب بين ارادة حاكم تكساس المعلنة في اتباع "سياسة نزيهة" وحملة التشويه وما اسماه بفشل ادارته لتكساس. واكد كلين ان بوش "فقد سمتي المحافظ الطيب القلب والمصلح الذي حقق نتائج ولم يبق سوى صاحب الشتائم"، معدداً حوالى عشرين هجوماً شخصياً جاءت من معسكر بوش.