اختتم وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم في القاهرة أمس بإتفاق عام على جدول أعمال القمة الاستثنائية التي تعقد غداً، ومشروع البيان الختامي المعروض عليها. وكان وزير الخارجية المصري عمرو موسى افتتح الاجتماعات وتحدث عدد من الوزراء في الجلسة الافتتاحية، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد. وفي ختام الجلسة طلب موسى الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الانتفاضة، وشهدت الجلسة المغلقة بعض السخونة خصوصاً في مسألة جدول الأعمال والاضافات التي طلبها بعضهم على صيغة البيان الختامي، إذ أرادت بعض الدول جدول أعمال مفتوحاً، ثم عاد التوافق إلى الجلسة مرة أخرى بعدما أصرت الغالبية على مناقشة القضية الفلسطينية ودعم كفاح الشعب الفلسطيني وتقديم أكبر عون إلى سلطته الوطنية. واتفق الوزراء على بند ثان للقمة يتعلق بآلية انعقادها الدوري سنوياً. وعقب الجلسة الختامية صرح وزير التعاون الدولي في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث أن "الأجواء مرضية ولا توجد خلافات بين الوزراء"، وقال: "نحن متفائلون". وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ذلك، مشيراً إلى أن الوزراء المشاركين أعضاء مؤتمر تحضيري للقمة. وقال وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية سليمان ماجد الشاهين: "لم نثر قضية العراق أو أي قضايا أخرى"، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على بيان القمة الختامي الذي سيعرض على القادة وهو من عشرين نقطة تتناول الموقف من مختلف جوانبه، وكشف أن القمة ستصدر قرارين حول الأحداث والآلية، بالإضافة إلى بيان سياسي. وكان عدد من الوزراء طالبوا بمزيد من التشدد تجاه إسرائيل سورية، لبنان، فلسطين، اليمن، العراق، تونس، خصوصاً لجهة المقاطعة، فيما رفض بعض الوزراء مسألة سحب السفراء. وطالب الشرع في الجلسة المغلقة بتفعيل المقاطعة العربية لإسرائيل والعودة الى المقاطعة من الدرجتين الثانية والثالثة المقاطعة غير المباشرة ولكن الاجماع جرى على المقاطعة المباشرة من الدرجة الأولى. وأشارت مصادر فلسطينية تحدثت الى "الحياة" إلى أن المطلوب من هذه القمة تقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني، "وكذلك الدعم السياسي والمعنوي وإلغاء التغلغل الاسرائيلي في الدول العربية وتجميد التطبيع مع اسرائيل واتخاذ موقف ثابت من قضية القدس تخضع لقراري مجلس الأمن رقم 245 و338". وأوضحت مصادر سياسية أن البيان الختامي تمت مراجعته كلمة كلمة وكان هذا هو السر في مد أمد الجلسة المغلقة، وتم تعديل البيان خمس مرات على الأقل، وقالت هذه المصادر إنه يتضمن التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانبه لإستعادة حقوقه ومساندة سورية في استعادة الجولان كاملاً وفقاً لحدود الرابع من حزيران يونيو 1967 والتنفيذ الكامل لقرار الأممالمتحدة رقم 425 الخاص بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من لبنان، وإنشاء صندوق مالي لدعم الفلسطينيين ومطالبة الجانب الاسرائيلي بدفع تعويضات إلى أسر الشهداء والمصابين.