استعدت مدينة شرم الشيخ لاستقبال القادة والزعماء العرب المشاركين في القمة العربية الاستثنائية بمزيد من الإجراءات الأمنية المتطورة والاستعانة بكاميرات لمراقبة كل أنحاء المدينة وبعدد من السيارات المجهزة التي تستخدم لأول مرة في مصر وتمتاز بقدرتها على الكشف عن المفرقعات عن بعد. وبدأت الإجراءات العملية لعقد القمة العربية الاستثنائية التي دعا إليها الرئيس المصري حسني مبارك الأربعاء المقبل في مدينة شرم الشيخ حيث اكتمل النصاب القانوني بموافقة أكثر من ثلثي الأعضاء على انعقاد القمة. ويتضمن جدول أعمال القمة ثلاثة بنود رئيسة هي: الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خاصة بعد انسحاب (إسرائيل) المزمع من قطاع غزه والوضع الحالي في العراق وموضوع الإرهاب. وصرَّح السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية بأن مناقشة الأوضاع في فلسطين ستركز على ثلاثة محاور رئيسة هي: الانسحاب الإسرائيلي المزمع من قطاع غزه والالتزامات المترتبة على ذلك عربياً ودعم السلطة الفلسطينية سياسياً ومادياً وموضوع القدس وإجراءات التهويد التي تتم في القدس بصورة غير مسبوقة وموضوع الجدار العازل في ضوء الإجراءات الإسرائيلية الحالية وعدم تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية. وقال صبيح إننا على مشارف مرحلة جديدة مهمة جداً سواء في عملية السلام أو الأمن العربي.. مبيناً أن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى دعم سياسي حتى لا يكون الانسحاب الإسرائيلي من غزه خطوة لإفشال خريطة الطريق. وسيتوجه وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم إلى شرم الشيخ لإجراء الاستعدادات اللوجستية والإدارية والفنية اللازمة لانعقاد القمة بينما يتوجه عمرو موسى الأمين العام للجامعة إلى مقر القمة في شرم الشيخ صباح غد. ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم غداً الثلاثاء لوضع اللمسات النهائية قبيل اجتماع القادة والزعماء العرب يوم الأربعاء. ومن المنتظر أن يستعرض الرئيس مبارك الذي كان وصل إلى شرم الشيخ في إطار الاستعدادات الجارية لهذه المناسبة الملف الأمني للحوادث الإرهابية الأخيرة وما توصلت إليه جهود البحث لكشف ملابسات الاعتداءات وتحديد هوية منفذيها. وذكر مصدر دبلوماسي عربي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن القمة غير العادية التي ينتظر أن تشارك فيها جميع الدول العربية على مستوى القادة ووفود رفيعة المستوى سوف تستمر يوما واحداً على مدار ثلاث جلسات رئيسية. واشار إلى أن الجلسة الافتتاحية للقمة ستتضمن ثلاث كلمات فقط للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وهو الرئيس الحالي للقمة العربية والرئيس مبارك صاحب الدعوة للقمة الطارئة بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وأوضح أن موسى سيطرح على القادة العرب تقرير الجامعة حول التطورات التي تمر بها المنطقة العربية مشيراً إلى أنه سيعقب الجلسة الافتتاحية العلنية جلسة عمل مغلقة يعقبها غداء قبل الجلسة الختامية والمواضيع التي سيناقشونها الانسحاب الإسرائيلي المتوقع من قطاع غزة والوضع في العراق ومكافحة الإرهاب.